ثمة عوامل واسباب متعددة لـتأجيل جلسة المجلس الوطني،وبرغم ان هناك اطراف تحاول او حاولت ان تسجل لنفسها اوسمة هذا التاجيل وكعادة الفصائل بدأ من فتح التي وافقت في البداية الى اخر فصيل، ولكن ما دام ان التأجيل قد اصاب هذا التوجه فان من حق الجميع ادعاء البطولة وادعاء افشاله.
في الحقيقة الاقرب الى الصواب ان قصة تأجيل انعقادج المجلس الى اواخر هذا العام او لأجل غير مسمى لا ترتكز للعامل الذاتي بالدرجة الاولى بل كان العامل الذاتي هو من حاجيات الطبخة، فقبل مكالمة كيري لعباس كان اكثرهم راغبي الحضور ومنهم من التزموا بالسمع والطاعة ومنهم من قال سنحضر لكي نفشل هيمنة ومخطط عباس وفي نهاية الامر كانوا صاغرين لتلك الاملاءات التي حددت انعقاد جلسة المجلس يوم 14/9/2015 وما ان تكشف فحوى هاتفية كيري لعباس الا والكل بل اعظمهم تشددوا وقالو ا يصح ..... ولا يصح..!!
بالتاكيد ان عباس ليس ساذجا بل ماكرا وذكيا فعندما قرر عباس دعوة المجلس في وقت قصير فهي رسالتين الرسالة الاولى للفصائل وردود افعالها وخاصة ان نية انعقاد المجلس المستعجلة بكل تعقيداتها اتت في ظل سيل من الترويج لاستقالة عباس والبدائل المطروحة، اما الرسالة الثانية وهي الاهم فهي لدول الاقليم المجاور والقوى الدولية المهتمة بالصراع. والتي اراد من خلالها اشعار دول الاقليم والمجتمع الدولي باهميته ان ذهب ورحل خارج سيناريوهات التوافق الاقليمي الدولي للبدائل لمحمود عباس هذا من ناحية وكذلك اشعار تلك الدول بعد الجمود والمقاطعه له باهميته وحتمية وجود الفوضى والمتاهات ان رحل، مع التذكير ان قضية الاستقالة او الرحيل ليست شأنا فلسطينيا خالصا بقدر هي حيارات وتوافق اقليمي دولي وهو الاقوى.
اذا مكالمة كيري الهاتفية لعباس والتي تناولت شفين الشق الاول دعوته لعدم الاستقالة والرضاءه بمبادرة اوروبية جديدة تلوح في الافق اما الشق الثاني يخص ذهاب عباس للجمعية العامة في اواخر هذا الشهر وتوصية كيري بعدم اخذ اي قرارات ضد اسرائيل في الجمعية العامة وغيرة وهذا قد يلحق الضرر باعادة تنشيط عملية السلام المزعومة.
اعتقد ان قنبلة عباس الصوتية كانت لها صدى عند كيري ولها صدى في الساحة الفلسطينية التي هاجت وماجت في انتظار الجديد او استقالة لعباس او بعضهم سن اسنانه وثقله ووساطاته الاجتماعية والتنظيمية لكي يكون عضوا في اللجنة التنفيذية الجديدة.
انتظريا............. لما يجيك العليق....ز هكذا ارجئت دعوة انعقاد المجلس الوطني المعقدة الترتيبات في هذه المرحلة ... ودعوة لانعقاد الاطار القيادي الذي يضم حماسوالجهاد لوضع ترتيبات انتخابات رئاسية وبرلمانية وانتخابات لتحديث اعضاء المجلس الوطني في ظروفسياسية ذاتية غاية في التعقيد لمنهجيتين مسيطرتين على كلا من الضغة وغزة.
اعتق4د الوضع القائم اكثر خطورة الان من اي وضع اخر.... بل سنعود للمربع الاول.... بل يمكن ان نفاجأ بترتيبات قصرية وطارئة حول رئيس المنظمة او السلطة تفرض اجراءات من اسرائيل في الضفة نحو الضم او سلطات محلية ومدنية وفي ظل اجهزة امنية لها برنامجها خارج توجهات القيادة السياسية والتي سيفرض عليها واقع من الاداء بموجب التنسيق الامني.
لا سعادة ولا فرح من ارتياح للتاجيل وكلاهما مر فبالتاكيد ان الواقع معقد ووقع الجميع تحت صدى قنبلة عباس الصوتية.