رام الله - الكاشف نيوز : حصل الكاشف على معلومات جديدة في ملف موت اسامة منصور ، المساعد السابق للنائب العام الفلسطيني تلقي المزيد من الأضواء والشبهات على دور اللواء نضال ابو دخان في تلك الجريمة ، واعتماده في تنفيذها على أشخاص مقربين منه ، دون ان يكونوا جزءا من الجهة صاحبة الاختصاص .
فقد كشفت مصادر فلسطينية موثوقة لـ الكاشف ، ان التحقيقات مع المغدور اسامة منصور خلال فترة اعتقاله في مكتب الاستخبارات العسكرية الفلسطينية لم تتم عبر الجهة الرسمية المكلفة بهذا الشان ، وهي دائرة التحقيق ، وبدلا من ذلك احيل منصور الى التحقيق في دائرة التحليل والمعلومات ومديرها عبدالحكيم وادي المقرب من اللواء ابو دخان ، والمسؤول عن التنسيق الامني مع الجانب الاسرائيلي ، وهناك ، تعرض منصور لتعذيب شديد تحت إشراف وادي من اجل تسليم بضع وثائق كانت بحوزته ، وتخص عمليات اراض قام بها ابو دخان في فترات سابقة .
لماذا لم يودع المغدور اسامة منصور على ذمة دائرة التحقيق في الاستخبارات العسكرية ، وبدلا من ذلك وضع تحت سيطرة عبد الحكيم وادي ودائرة التحليل والمعلومات ؟
ويؤكد ضابط في قسم التحقيق ان " الدائرة ومديرها ، وكذلك مسير جهاز الاستخبارات العسكرية ، لم يكونوا على صلة مع ملف منصور ، حيث وضع منذ اليوم الاول بتصرف " وادي " ، والتقارير كانت تذهب مباشرة الى اللواء ابو دخان ، كما ان عملية اقتحام مكتب منصور ومصادرة محتوياته تمت من قبل قوة مسلحة تحت إمرة " وادي " ، ولا احد يعرف ما بتلك الوثائق ولا الى اين ذهبت " .
و يثير الضابط المذكور سؤالا اخر ، فيقول " عندما كنا نسال لماذا التحقيقات مع منصور تتم في دائرة التحليل والمعلومات ، وليس في دائرة التحقيق ، كان يقال لنا " لانه غير متهم بشيء " ، واخر مرة سالنا هذا السؤال كان يوم السبت الذي سبق مقتله ، فقيل لنا الملف كله سيكون مقفلا خلال 48 ساعة " ، وفعلا اغلق ملف التحقيق لموت منصور ، لكنه فتح ملفا اخر .
لدى نضال ابو دخان شريط فيديو صوره الجهاز يحاول إثبات ان منصور قد انتحر ، لكن الشريط يثبت العكس تماماً
احد كبار ضباط الجهاز قال : " كانت لدينا خشية كبيرة من اعتقال منصور ، فقد كنا تحت انطباع بان له علاقة مباشرة مع الرئيس ابو مازن ، وكنا نعرفه ممثلا للرئيس في النيابة العامة عن ملف الاراضي ، ولاحقا علمنا ان الرئيس لم يعد مكترثا بملف منصور ، مع ظهور تداعيات جديدة اكدت تورط أشخاص مقربين منه للغاية في ملفات منصور حول عمليات تزوير ملكيات اراض وبيعها " .
ويضيف الضابط المذكور " الا ان مفاجاة حدثت في يوم الجمعة السابق لموت منصور ، فقد سمح لزوجته بزيارته بناء لاوامر عليا ، وأبلغته ان الرئيس قرر اطلاق سراحه يوم الأحد ظهرا ، لان اعطال نهاية الاسبوع فرضت ذلك ، وكانت معنويات منصور وزوجته عالية جداً ، ومن جانبه اكد الخبر نفسه النائب العام السابق احمد المغني " .
ما كان يبحث عنه ابو دخان من وثائق تخصه لم تكن في حوزة منصور حتى قبل اعتقاله ، فلقد سلم نسخة لمحمود عباس ، وسرب الثانية الى ايد موثوقة بعد ان شعر بالغدر
لكن الترتيبات كانت تتسارع في الظلام الى اتجاه اخر ، حيث النهاية المأساوية لرجل اعتقد انه يطارد تجار الاراضي ، ليجد نفسه رهينة بين ايديهم ، لكن منصور في الواقع لم يكن يرفض تسليم ابو دخان الوثائق التي يخشى منها من باب العناد حسب مسؤول فلسطيني ، بل " لانها ، وببساطة ، لم تعد في حوزته ، فقد سلم نسخة منها الى محمود عباس ، وسرب نسخة اخرى الى جهة موثوقة " .
زوجة اسامة منصور و بعض أصدقائه كانوا على مسافة 45 دقيقة من استقباله خارجا من زنزانة الموت لصاحبها نضال ابو دخان ، وكانوا يسارعون الدقائق مطمئنين لوعود محمود عباس بإخلاء سبيله ، ولكن وفي ذات الوقت ، " كان هناك من يكابد في جر جثة منصور الضخمة ويرفعها الى الشباك من اجل تمثيلية سخيفة ومأساوية ، في حين وضع احدهم تحت المبنى بكاميرا لتصوير مشهد " الانتحار " ، ولسوء حظ الجناة وغبائهم ، فان الشريط لم يظهر على منصور اي ملامح حياة وهو معلق في شباك الاستخبارات ، واياد تدفعه من الخلف ليرتطم باسفلت الطريق " وذلك وفقا لشاهد اطلع على الشريط .