-1- أسوأ ما تكشفه اعتداءات الصهاينة القتلة،على الأقصى، هو تحوّل القصة الدامية إلى مادة للمزايدات بين العرب المتكئين على الأرائك، وأدمنوا النق وتوزيع الشتائم والاتهامات، وهم الجزء الأهم من المشكلة، لأنهم صمتوا على حكامهم الظلمة، إن لم يكونوا أصلا من كبار المسحجين! ليس لهؤلاء، ولا لغيرهم أن يستنجدوا بأموات، أو يستنهضوا همم من صنع الهزيمة، ورعاها، ولم يزل يربربها كخروف العيد! -2- اعتداءات الصهاينة على الأقصى لم تتوقف منذ احتلاله عام 1967، بل أخذت أشكالا متعددة، وكانت سببا في اندلاع انتفاضات ومواجهات، وانطلاق تصريحات عربية رسمية، بل مؤتمرات قمة أيضا، الغريب أن ثمة من يصرخ عقب كل اعتداء: أين العرب وسلاحهم؟ وهو يعرف قبل غيره أن هذا السلاح لم يُعد في أي وقت من الأوقات لتحرير الأقصى، أو فلسطين، حالة عبث مزمنة تثير التقزز! -3- حين كتبت مرة على «فيسبوك»: للأقصى رب يحميه، رد علي البعض فكتب: عندما جاء أبرهة الحبشي إلى الكعبة ليهدمها، لم يكن هناك من هو مكلف شرعيا بالدفاع عنها، فالعرب كانوا يقدسون الكعبة لأنها بيت بناه أجدادهم.. إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، لذلك قال عبد المطلب: «إن للبيت رب سيمنعه ويحميه» ولكن بعد مجيء الإسلام.. اختلف الأمر كلياً، فكُلنا مكلف بالدفاع عن البيت الحرام، وبذل كل شيء في سبيل حمايته، وسنحاسب على التفريط والتقصير في ذلك، وهذا الأمر ينطبق على المسجد الأقصى المبارك، فتلك وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) لذا لن يسألنا الله لماذا لم نحرر.الأقصى، ولكن سيسألنا ماذا قدمنا لتحرير هذه الأرض المباركة!! ونقول لصاحب المداخلة القيمة: عُلم! ومع هذا نقول: للأقصى رب يحميه! -4- التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، لم يكن ليكون، لو لم يكن ثمة موافقة عربية صامتة عليه، هناك مليون طريقة عربية للضغط على العدو لوقف اعتداءاته على الأقصى، ولكن لا يوجد حتى ولو نية لدى الرسميين العرب لوقفها ما لم يصل إلى وعي المدونين العرب، الذين ملأوا فيسبوك وتويتر صراخا، مستنجدين بالنظام العربي الرسمي، هو أن هذا النظام هو الراعي الرسمي للاحتلال، سرا وعلانية، ولم يعد معنيا لا بالأقصى ولا بغيره، فليبحث هؤلاء عن «حائط مبكى» آخر لذرف دموعهم عليه! -5- كيف يمكن أن تفهم منع شخص كعبد الرحمن بكيرات، مسؤول مصاطب العلم في الحرم القدسي، من دخول بعض الدول العربية، ومن قبله الشيخ رائد صلاح، ثم تدعي أنك «فوجئت» بتصعيد الاحتلال لاعتداءاته على الأقصى؟ بالمناسبة، أعقب هذا المنع، إعلان إسرائيل لجماعة المصاطب، والمرابطين، والمعتكفين، «تنظيمات محظورة» وبدأت بمهاجمتهم، وكل اجتياحات شرطة العدو للأقصى هذه الأيام تأتي لمنعهم من حماية المسجد من اعتداءات المستوطنين!