من حقنا ان نتساءل: ما مصير حجر مقدسي زنته خمسة اطنان أقدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على سلبه مؤخرا.. وبقوة السلاح من منطقة القصور الاموية العربية الاسلامية في المدينة المقدسة وبالتحديد في الزاوية الجنوبية الشرقية للمسجد الاقصى المبارك....؟!
نعرف ان هذا الحجر المقدسي خرج ولم يعد وقد تضاربت الاخبار حول وجوده وفي عدة اماكن اسرائيلية هامة كالكنيست ورئاسة الوزراء ورئاسة الاركان وغيرها. السؤال موجه (وبهدف معرفة مصير هذا الحجر المقدسي) الى جهات غير معينة..
فجميع القوانين والشرائع الدولية تمنع وتحرم السلطات المحتلة نقل المكتشفات الأثرية والدينية من مواقعها ومصادرتها باعتبارها ممتلكات للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال. هذا الحجر الفلسطيني الكبير هو من مكونات الهوية المقدسية وجذور الحضارة العربية الاسلامية في قلب هذه المدينة المقدسة التي تسعى اسرائيل الى تهويدها وبجميع الوسائل والسبل وجاء هذه المرة بسرقته واخفائه في مكان غير معروف.
حكاية الحجر المقدسي الكبير هذا تقودني لحكايات أخرى مماثلة، ففي العام 78 من القرن الماضي قمت بزيارة جميع الديار الفلسطينية شمال المدينة المقدسة، خرجت من اريحا مع شروق الشمس متوجها الى سمخ و بيسان فالناصرة ثم عكا وحيفا ويافا فاللد والرملة فالقدس ثم اريحا وخلال يوم واحد، وفي اليوم الثاني ذهبت الى مسقط رأسي بلدة الولجة المحتلة العام 1948 (وطني الشخصي) والتي تقع جنوب غربي القدس وهي من القرى الفلسطينية المدمرة، ومن غريب ما رأيت، فقد قام الاحتلال بعد تدمير قريتي حبيبتي العام 1949 بجمع حجارتها صغيرها قبل كبيرها ولو كان بحجم قبضة اليد ونقلها الى جهة غير معروفة حتى الان، وبهدف الغاء وجود هذه القرية العربية عن خارطة فلسطين بعد ان تم طرد جميع سكانها منها وبعد مذبحة دير ياسين.
وحكاية اخرى عن الحجارة المقدسة، ففي العام 68 من القرن الماضي ونتيجة لهزيمة حزيران المعروفة وبروز المقاومة الفلسطينية والعربية، فقد اكتشفت جارتنا التي لم اعد أذكر اسمها الان ان جميع ابنائها الخمسة قد انخرطوا في هذه المقاومة، وبعد عدة اسابيع عادوا لزيارتها وطمأنتها، وخوفا عليهم ادعت انه لا يوجد في قريتهم شيء يستحق موتهم، فهي وزوجها لا يملكان شيئا مهما هناك سوى طاحونة حجرية يدوية كانت تقوم وبالأجرة بتحويل قمح الناس الى طحين ليس غير، وعندها رد اكبر اولادها على امه الخائفة عليه وعلى اخوته: اننا نريد استرجاع هذه الطاحونة الحجرية المسلوبة لانها من تراثنا الشعبي.
عذرا انا كمن يستعيد حبه الاول، وستعود هذه الحجارة والاشياء المقدسة لو صدق العزم وطابت النفوس وقل الكلام وزاد العمل.