أخر الأخبار
فاتورة العيد
فاتورة العيد

عقب العيد وبعد انقضاء عطلة العيد، تراجع العديد من الأسر « فاتورة « وما تبقى حتى « نزول الراتب « وتطلق صرخة: ما الذي حدث وكيف تبخرت «الفلوس» ؟!  ونستذكر الفترة الماضية منذ شهر رمضان ومن ثم عيد الفطر ودخول المدارس والجامعات وعيد الأضحى و مصروف الشتاء والنفقات المترتبة على ذلك. 
توقفت مطولا أمام إعلانات التقسيط لشراء الأضحية أو الذهاب والاستمتاع برحلة عبر الأجواء أو قضاء عطلة داخلية والعديد من الإعلانات الأخرى والتي تشجع على تأجيل دفع الفواتير إلى موعد أخر ومتراكمة الديون فوق بعضها والتغلب على المصروف وقهر الدخل باستهتار منقطع النظير . 
تأتي فاتورة العيد مثقلة ببنود كثيرة ومتطلبات عديدة فهل تتسع القدرة على التحمل لأعباء العيد ومن قبل ومن بعد الفواتير الأخرى والتي أضحت ضرورية ولا يمكن تجاهلها وان كان بالإمكان تأجيل دفعها إلى حين لا يطول ؟ 
« كان الله في العون « عبارة نتداولها دوما ومع مواسم الإنفاق مهما كبر أو صغر ومهما كانت قيمته ونسبته من الدخل المتاح إضافة إلى عبارات أخرى أجد لا بد من ذكرها ومنها « يجعل ما حدا لبس أو أكل « « والله حرام شراء تلك القطعة بالسعر المحدد ودون «مفاصلة». 
نُرهق أنفسنا طوال العام بمناسبات والتزامات ونفقات ليست بالبسيطة وعند مقارنة ما يأتي وما يُطلب نصاب بالضيق، فما المشكلة وأين يكمن الحل ؟ وهل يمكن أن يأتي العيد دون شكاوى مالية تذكر قبل وبعد الراتب وعلى مدار العام ؟ 
مهما قيل فان ثمة مبالغة في أسلوب تعاملنا مع العيد والمناسبات الأخرى ، فعلى الرغم من ضيق ذات العيد إلا أننا نحمل أنفسنا ما لا نقدر عليه ونقع في الدين ونخالف تعاليم ديننا الحنيف ؛ فلا داعي لمن لا يقدر على الأضحية من أن يرهق نفسه بالديون مهما كانت التسهيلات وبإمكانه الانتظار قليلا حتى تتحسن ظروفه ويضحي بكل أريحية ، والأمثلة عديدة لتبسيط معنى العيد وغرس التسامح والترابط الحقيقي بين الجميع وإلقاء تحية العيد بمودة وإيمان صادق . 
قد تجبرنا ظروفنا المادية على الاختصار في بعض النفقات ولكن تلزمنا شريعتنا الإسلامية السمحاء على الشعور معا فقراء وأغنياء لتحمل أعباء الحياة وما سر الحج سوى عبرة من دروس الارتقاء بمستوى ما نعيش سعداء منعمين بمعنى الأعياد . 
قيمة فاتورة العيد ليست مادية بقدر ما هي معنوية لشعور القادر مع المحتاج ولمحاولة بث الفرح في النفوس ببساطة وبمناظر الغبطة والسرور وتلك سُنة حقيقية من سنن الإسلام التي نعيشها معا على السراء والضراء ونتقاسم فيها متطلبات المعيشة بنقاء وصفاء.  . 
بعد وعقب العيد نطالب بدفع فاتورة العيد والتي أرجو أن تكون خفيفة كالصدقة وثقيلة كالأجر في الميزان..