تتنبه «الجيروسالم بوست» خلال عطلة العيد, الى ان هاتف الديوان الملكي لم يستجب لمحاولات رئيس الوزراء نتنياهو الاتصال به... ويبدو أن اللعب السياسي لن يجد اذناً صاغية في عمان, والكلام عن عدم وجود سياسة لتغيير «الستاتيكو» في المسجد الاقصى تم قبولها في المرة الاولى.. وانتهت الصدامات في ساحات الحرم, وصلى بها 300 الف مسلم.. ثم عادت حليمة الى السماح لقطعان المستوطنين, ثم شباب الليكود - تشبها بشباب هتلر - بالاغارة على الحرم.. مصحوبة بوحدات عسكرية خاصة لحمايتهم من حرس المسجد.
ولعب نتنياهو يشكل الان موقفاً مذلاً لاسرائيل, فاستقالة رئيس مجلس النواب الاميركي بونر, وهو الذي دعا نتنياهو الى خطاب التحدي للادارة الاميركية يثير الان حتى الصحافة اليمينية وحتى نادي الشاي الجمهوري.. وكلها تطالب بونر بالكشف عن لعبته مع نتنياهو!! وهذه كما تقول الواشطن بوست قد تؤثر على العلاقات الخاصة الاسرائيلية - الاميركية. فليس من السهل الدخول بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري, في قضايا داخلية اثناء الاعداد لانتخابات رئاسية ونصف اعضاء الكونغرس وحكام الولايات. فالى اي مدى يستطيع «الايباك» حماية الالعاب الخطرة, او التستر عليها؟!
وهناك جديد البرازيل التي رفضت ترشيح السفير الاسرائيلي الجديد, لانه كان رئيس منظمات الاستيطان في فلسطين المحتلة. وهي حركة في اوروبا والعالم الثالث تعمل لمقاطعة كل ما اقامه الاحتلال في الاراضي المحتلة: المستوطنات وانتاجها ومنظماتها والاشخاص الذين يشكلون الان عصب التطرف وعنصر التأزيم الرئيسي في القدس, وفي الاحباط المستمر لمشروع الدولتين, ورفع الاحتلال عن الشعب الفلسطيني.
لا يستطيع نتنياهو أن يمارس كل الكذب والاحتيال ويمرره على الاردن بشكل خاص. فقصة الاقصى تتكرر، في قضية يعلن الاردن بأن الحرم غير قابل للقسمة.. لا مكانياً ولا زمانياً, وانما هو ملك لملايين المسلمين واذا كان الاردن اصرّ في معاهدة السلام على «رعاية» الاماكن المقدسة في القدس, فلأنه يؤمن فعلاً بأن السيادة عليها هي شأن فلسطيني, واذا كان الرئيس عباس فوّض جلالة الملك, فالتفويض بقي في فهمنا يعني الرعاية, والحماية الموضعية وتأمين الانتقال الطبيعي الى قدس الدولة الفلسطينية.. الى عاصمة فلسطين.