أخر الأخبار
فحوصات قبل الزواج تنقذك من حياة أسرية مهددة
فحوصات قبل الزواج تنقذك من حياة أسرية مهددة

عمان - الكاشف نيوز

فحوصات  الزواج في مصر  قد يعتبرها البعض ديكورا   ولا تؤخذ  بمحمل الجد فالفحص الطبي قبل الزواج له أبعاد متباينة، فقد تكون سببا في نجاح العلاقة الزوجية وتقويتها، ويمكن أن تؤدي دورا مؤثرا في اتخاذ القرار الصعب بالانفصال والرحيل.. ومهما كانت تلك النتائج إلا أن الحقيقة التي لا تقبل الجدال أن الفحص الطبي قبل الزواج أصبح أمرا مهما لتفادي حدوث مشاكل مستقبلية تؤثر بشدة على العلاقة الزوجية وعلى مستقبل  أبنائنا بالتعرف علي مشاكلنا  الصحية  والوراثية. 

 المقبلون على الزواج يدخلون مرحلة جديدة في بناء العلاقات العاطفية والاجتماعية والأسرية والصحية ويضمن وقاية الطرفين وأطفالهما من الأمراض الوراثية والمعدية التي تعكر صفو الحياة وتسبب العديد من المشاكل النفسية والاجتماعية . إحصاءات منظمة الصحة العالمية تشير إلى توقع أن يصاب طفل واحد من كل 25 طفلا بمرض وراثي ناتج عن خلل في الجينات أو بمرض له عوامل وراثية خلال الخمس وعشرين سنة من عمره . ويتوقع أن يصاب طفل واحد لكل 33 حالة ولادة لطفل حي بعيب خلقي شديد. كما يصاب نفس العدد بمشكلات تأخر في المهارات و تأخر عقلي. وتسعة من هؤلاء المصابين بهذه الأمراض يتوفون مبكرا أو يحتاجون إلى البقاء في المستشفيات.

يرى د. محمود العديسي «أستاذ ورئيس قسم النساء  بجامعة أسيوط»أن التعرف على المرض أو الداء قبل الزواج أو الحمل يسهل في حالات كثيرة علاجه، أو تجنب عواقبه ومضاعفاته أو على الأقل سيكون الزوجان على علم بتبعاته وأخطاره، كما أن لقاء راغبي الزواج أو الحمل بالطبيب يكون فرصة للإجابة عن كافة استفساراتهم ، وإعطائهم النصح والإرشادات المناسبة بناء على التاريخ المرضي والعائلي لكل منهم.. وهناك عدة دواع طبية لإجراء الفحوصات الطبية قبل الزوج، منها تقدم الزوجة في العمر الذي قد تصحبه زيادة نسبة تسمم الحمل ووفيات الأطفال وزيادة نسبة الولادات القيصرية وكذلك نسبة الأطفال المولودين بخلل فى الكوروموسومات مقارنة بمن هن في سن العشرين، أو وجود أمراض وراثية لدى أى من العروسين، كما فى أمراض فقر الدم المنجلى والثلاسميا فقد تورث للجنين في أشد صوره إذا كان الزوجان مصابين بالمرض أو حاملين له، أو وجود أمراض فيروسية أو مناعية أو جنسية لأحد الزوجين.

ومن الأمور المهمة جدا والتي تخفى على الكثير من الناس، تحديد فصائل الدم السالبة للزوجين وعدم التوافق بين فصائل دمهما، الأمر الذي قد يؤدى إلى الإجهاض المتكرر أو الوفاة بعد الولادة ، وقد يكون أحد الزوجين مصابا بأحد الأمراض دون معرفته أو دون ظهور أى من أعراضه بعد كمرض السكري أو بعض أمراض القلب أو خمول الغدة الدرقية ونقص إفراز هرموناتها أو زيادة إفرازها.

ويؤكد ان الغرض الأساسى من تلك الفحوصات هو إنجاب أطفال أصحاء دون مشاكل صحية، ولتخفيف معاناة الزوجة أثناء الحمل بالعلاج المبكر لتجنب تعرضها لمضاعفات صحية أو معنوية ونفسية قد يسببه المرض المصابة به دون علمها.  مشيرا إلى أن الأساس في الزواج وتكوين العائلة هو إنجاب الأطفال، فتأتى الأهمية الكبرى لفحوصات ما قبل الزواج في معرفة قدرة كلا الزوجين على الإنجاب، فاكتشاف العقم وتحديد أسبابه مبكراً يسهمان كثيرا في حل المشكلة قبل تحولها إلى معاناة، إذ إن الكثير من أسباب العقم وعدم القدرة على الإنجاب قد تكون ثانوية ومن الممكن علاجها، قبل أن يتحول الأمر إلى معضلة ومصيبة تفتك بالعروسين ويدخل الحزن من الباب وتهرب الفرحة من الشباك.

الصراحة راحة

ويشير إلي أن الزواج يجب أن يبنى على صراحة وثقة من الطرفين وأن بعض التحاليل تجرى بموافقة ومعرفة مسبقة من قبلهما، لذلك يجب شرح الأمر للطرفين مجتمعين للأخذ بالأسباب والحلول المطروحة لحل المشكله الصحية إن وجدت.

وبوضح د.عبدالهادي مصباح أستاذ الميكروبايولوجي والمناعةأن أهم الفحوصات التي يجب أن تجرى للمتزوجين حديثا ،تنقسم إلى عدة فحوصات  لمعرفة قدرة المقبلين على الزواج على إنجاب الأطفال وفحوصات لمعرفة إن كان أي من الطرفين يحمل أمراضا قابلة للنقل من طرف إلى آخر عن طريق الاتصال الجنسي أو المخالطة فالفحوصات الوراثية التي يجب عملها إلى جانب الثلاسيميا هي باقي فحوصات الدم وتكسره، فثلاسيميا الدم هو مرض ينقل عن طريق الوراثة ويؤثر على عمر الكريات الدم الحمراء ويؤدى إلى الوفاة المبكرة بعد معاناة كبيرة.. وأنصح المقبلين على الزواج أن يفتشوا في أمراض العائلة فإن وجدوا أن هناك مرضا وراثيا موجودا بالعائلة فينصح باستشارة إخصائي وراثة عن الطرق الوراثية لنقل هذا المرض و كيفية فحصه.

فحص الجينات

ويذكر د عبد الهادي  قصة اثنين جاءا إلى المختبر لفحص مرض عضلي وراثي يصيب كثيرا من أهل الزوج و هو مرض Myotonicdystrophicaفعندما أقبل الخطيب على خطيبته وجد أن أحد عائلة الخطيبة به مرض عضلي و لكنه لم يتبين له التشخيص لطبيعة المرض العضلي الموجود في أقارب الخطيبة فأوجس خيفة من أن تكون خطيبته حاملة لنفس المرض العضلي الموجود في عائلته، فعندما جاءا إلى المختبر تم فحص جين المرض فتبين لنا أنه لا يحمل أي منهما المرض فتم الزواج باطمئنان من الطرفين من أن ذريتهما لن تكون مصابة بمثل هذا المرض العضلي.

 والقسم الثاني من  الفحوصات اللازمة لمعرفة إن كانت هناك قدرة على الإنجاب من الطرفين، وينصح بهذه الحالة بشدة إن كان الطرفين يرغبان بالإنجاب . وحتى لا يصاب أي من الطرفين بكآبة تنغص عليه حياته إن وجد قرينه لا يستطيع الإنجاب أو يستطيع ولكن عن طريق أطفال الأنابيب . و يجب أن تشمل هذه الفحوصات فحص الحيوانات المنوية عند الرجل لمعرفة عدد الحيوانات المنوية ونسبة الحيوانات المنوية السليمة ونسبة الحركة الفاعلة فيها.

كما ينصح بعمل هرمونات الذكورة للاطمئنان على الوضع الصحي للإنجاب وكذلك للمرأة  فينصح بشدة عمل الهرمونات المنظمة للدورة . وإن كانت الأنثى تعاني من زيادة الشعر فينصح لها أن تعمل مجموعة من فحوصات الشعر الزائد.

القسم الثالث: فحوصات الأمراض القابلة للانتشار عن طريق الاتصال الجنسي فهي من حق كل طرف يريد الارتباط بالطرف الآخر أن يكون على علم مسبق وكامل بمجموع حالة هذه الأمراض عند الآخر قبل الاتصال به، ومن هذه الفحوصات هي عمل وظائف الكبد و التهاب الكبد الوبائي الالتهابات الجنسية بالإضافة إلى أمراض الكلى المزمنة أما الالتهابات الجنسية الأخرى فأكثر هذه الأمراض هي مرض الزهري ومرض الهربس الجنسي .فينصح إن كان أحدهما يشك أن الطرف الآخر يحمل أحد هذين المرضين يطلب منه الفحص لهما خاصة أن الانتشار بين الطرفين لهذين المرضين أسرع بكثير من أي أمراض أخرى.

جيل خال من الامراض

ويؤكد أن الالتزام بهذه الفحوصات  يؤدي إلى ميلاد جيل جديد خال من الأمراض الوراثية والتجارب في بعض الدول ـ مثل قبرص ـ وبعد تطبيق قرار مشابه وجد أنه لم يولد لديهم خلال العشرين عاماً الماضية أي طفل مصاب بمرض الأنيميا المنجلية الحادة.