أخر الأخبار
لماذا لا تستقيل أيها الأسد ؟!
لماذا لا تستقيل أيها الأسد ؟!

لا أدري ، ولا يدري غيري ما الذي يريده الأسد شخصيا من البقاء في موقعه، فالرجل سواء كان مجرما جزارا بنظر خصومه، او بطلا قوميا بنظر انصاره، فهو في الحالتين لايمكن له البقاء في المجتمع الدولي، فهو رئيس بلا مكان في العالم؟!. نحن اليوم نتحدث عن الأسد شخصيا، لا عن سورية ولا عن النظام، ولا عن الدولة، والجميع قد يتفق على ضرورة الحل في سورية، فيما يختلفون حول بقاء الأسد، والرجل جالس تارة تحت تصور يقول إنه يقود مشروعا مقاوما لاسرائيل والامبريالية والغرب الملعون، وتارة انه ضحية مؤامرات دول الجوار، وفي مرات يتم ترسيمه بصورة «القاتل والجبان» والذي يريد ان يبقى، رئيسا لكل سورية، او حتى رئيسا لدويلة علوية على شاطئ المتوسط. اذا كان الرئيس وطنيا بحق، فكيف يمكن ان نقنع ملايين المشردين ومئات آلاف القتلى والجرحى، انهم مجرد حطب في موقد وطنية الرئيس؟!. كيف يمكن للرئيس ان يبقى حتى لو كان بطلا ومقاوما مادام مرفوضا على المستوى الدولي، فهو اليوم على افتراض وطنيته المزعومة غير قادر على السفر ولا تمثيل سورية، ولا استقبال رئيس دولة؟!. نريد ان نطوي الاتهام بكونه مجرما، وسامحونا على هذا لدقيقة واحدة، ونريد ان نذهب الى المستوى الاخر وفقا لما يراه انصاره وحواريوه، إذ لو كان وطنيا حقا، فلماذا يضع الشعب السوري في كفة، وموقعه في كفة، ويجعل المعاناة مستمرة تحت اسم الاطاحة بالأسد، واين الوطنية في حرق شعبه في هذه الحرب؟!. ليست سذاجة إذا قلنا ان على الاسد ان يجد حلا ربما من داخل النظام، فتبقى الدولة السورية، ويرحل هو وان يضع ترتيبات مابعده، بحيث يغلق كل الثغرات التي يتم النفاذ منها الى سورية، فالقضية ليست قضية معجزات الرئيس وكراماته في حفظ سورية في وجه المؤامرة، هي قضية الشعب الذي يدفع الثمن من اجل بقاء الرئيس، وللاسف فهو رئيس غير قابل للاستعمال ولا للتداول، فقد انتهت صلاحيته دوليا. بامكان الرئيس لو كان وطنيا او جزارا، ان يرتب تسوية داخل النظام، ويسلم الحكم لمن يريد، وليطلق تسوية علنية، بتوافق دولي، من اجل ان تتوقف الحرب ويجف الدم في سورية، وعندها سنكون له من الشاكرين، ان قرر ان يرحم شعبه، بحيث يفك عقدة وجوده بنفسه، ويذهب الى موسكو متقاعدا او ملاحقا. لكنه ذات الخطاب العقيم عند الانظمة الشمولية، وسيقولون لنا، ما الذي يضمن اذا خرج الرئيس من اللعبة ان لاتتواصل الحرب على من بعده، ومن يضمن لنا ألاّ يتشظى النظام من بعده، والمبررات كثيرة، والنتيجة هنا، انه يرى في نفسه مهديا او مخلصاً سماويا.. لاخلاص لسورية ولافداء  الا بوجوده. لكننا نعيد التأكيد ان استمرار الرئيس سيؤدي الى خراب سورية اكثر واكثر، فقد بات حجة عند عواصم العالم وعند وكلاء التطرف، للهجوم على سورية، وقد نرى تقسيما لسورية بحجته، او دخولا لقوات غربية من جنوب تركيا ردا على دخول الروس، وقد نرى الكثير والقليل، وكل هذه السيناريوهات معنونة باسم التخلص من السيد الرئيس، وقد بات مفتاحا لكل المخططات. مايتم الاعداد له ضد سورية، بذريعة وجود الرئيس، اسوأ بكثير مما قد نراه في سورية اذا رحل الرئيس طوعا، لكننا لانلوم الرئيس اذا شعر ان دوره سماوي، وان عليه ان يبقى حتى رحيل آخر سوري، بذريعة الحفاظ على سورية. .....ومانفع سورية بلا سوريين!