جولة سريعة في أسواق الخضار والفواكه في العاصمة عمان ، تكشف لكم إلى أي مدى وصلت حالة الفلتان في الاسواق .ودون رقابة حقيقية على شرائح الاسعار أو أصنافها أو حتى مستوى الجودة . أن يصبح كيلو الزهرة بدينار ونصف الدينار والبندورة بدينار وربع والحبل على الجرار يكشف مدى حالة الجشع في الاسواق ، ومدى تحكم حلقات السوق بالاسعار. لا يعقل أن ترتفع السلع الاستهلاكية من الخضار والفواكه الى هذه الدرجة دون محاسبة أو مساءلة من قبل الحكومة ،وأذرعها الرقابية . واضح ان المسؤولين لدينا لا وقت لديهم للقيام بجولة سريعة في الأسواق لمعرفة الى أي حال ارتفعت السقوف السعرية لدرجة لم يعد معها المواطن قادرا على الاحتمال ،أو لان هناك من يوفر لهم الاحتياجات المنزلية دون معرفة بها من قبلهم يجعلهم يظنون أن الدنيا قمرة وربيع . طبخة البطاطا والبندورة والزهرة والبندورة التي كانت لها أيام ونصيب طويل من أيام العائلة الاردنية البسيطة والفقيرة لتمشية الحال أصبحت من المحرمات في ظل حالة الفلتان التي أصبحت النمط السائد في الاسواق . ترى كيف تستطيع الاسرة الاردنية من طبقات الغلابى مواجهة هذه الظروف المستجدة التي تنامت بشكل سريع وطالت كل شيء حتى وصلت الى طبخة الملفوف الاكثر شعبية التي غابت عن أجندة البيوت الاردنية،وأصبحت طقوسها في العلالي . ونحن هنا لا نتطرق الى الفواكه التي لم يعد مسموحا مرورها في البيوت والاسر لأنها اصبحت تباع في علب الهدايا وخاصة حين تكون من طراز العنب الفاخر والتفاح والخوخ ولا حاجة لاستمرار تعداد قائمة الفواكه حتى لا ندخل في سلم مثيري الاستفزاز لا سمح الله ويطالنا عندها قانون الجرائم الالكترونية . نطالب الحكومة بممارسة سياسة ردع التجار في ظل هذه الحالة السائدة أو البحث عن حلول اكثر جدوى وقد يكون من بينها تخفيف كميات التصدير لان الامر لم يعد يطاق . كان الله في عون الاسر الاردنية وخاصة انها من شرائح ذات حجوم قياسية في قوائم التعداد والمسح السكاني لأنها لا تستطيع التعامل مع معطيات وطلبات البيت اليومية . رفقا بالغلابى يا حكومة فالامر لم يعد يحتمل والناس تكتوي بنار الغلاء بصورة لم تعد معقولة ....ولا يجدي الصمت بها !