القدس الشريف التي أنشأها الكنعانيون العرب في عام (3000 ) قبل الميلاد والتي فتحها سلماً الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 17 هجرية (636 ميلادية) بالوثيقة السامية المعروفة بالعهدة العمرية لها مكانة لم تحظ بمثلها أية مدينة من مدن العالم وظلت القدس تشكل عنصراً فاعلاً ومهماً ومؤثراً في حركة التاريخ البشري والعمراني. وللقدس على الدوام مكان الصدارة والرعاية من قبل الهاشميين منذ أن أكرمها الله سبحانه وتعالى بإسراء النبي الهاشمي إليها من مكة المكرمة.
وفي أكناف القدس الشريف شهدت ميلاد عيسى عليه السلام وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وكان من أول أهداف الثورة العربية الكبرى الحفاظ المستميت على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية وعروبة فلسطين وفي سبيل ذلك ضحى شريف العرب.. شريف مكة الحسين بن علي بـ العرش عندما لم يوافق على اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين .. حيث نفي الشيخ والشريف الجليل المجاهد العنيد إلى قبرص سنوات قاسية طويلة مؤلمة ذاق خلالها شظف العيش ومرارة الغربة وقسوة الوحدة .
وكان بذلك أول لاجئ في سبيل القدس الشريف وفلسطين الغالية.. وقبل وفاته أوصى أنجاله وأحفاده الأحرار الكرام بالدفاع المستميت عن القدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية وأن يدفن في القدس الشريف التي أحبها وجاهد من أجلها وأن يدفن بجوار المسجد الأقصى المبارك وكان له ما أراد. كما قضى نجله الملك المؤسس الشهيد عبد الله الأول ابن الحسين شهيداً باراً على عتبات المسجد الأقصى وتم دفنه في القدس الشريف حتى يبقى نضال الأبناء والأحفاد من آل هاشم الكرام.
وفي شهر آذار 2014 أعطى الرئيس الفلسطيني محمود عباس حق الوصاية على المقدسات باتفاقية مكتوبة للملك عبد الله الثاني وفي اجتماعات الهيئة العامة للامم المتحدة في دورتها السبعين شخص جلالة الملك الهاشمي الوصي الشرعي على القدس والمقدسات بكل دقة ووضوح الحالة الملتهبة في القدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية جراء الاعتداءات الصهيونية المتكررة على المسجد الأقصى المبارك وأصدر تصريحاً حاسماً برفض أي تقسيم زماني ومكاني للقدس الشريف كما شدد جلالته بأن سبب الصراع في الشرق الأوسط هو عدم حل القضية الفلسطينية. وها هي الدبلوماسية الأردنية النشيطة والناجحة تقوم بواجباتها الوطنية والدينية مع جميع الجهات في العالم .. وسوف تثمر قريباً إن شاء الله.