لفت انتباهي منشور على صفحة اخي عبد الحميد المصري ونقلا عن حديث اخي سمير المشهراوي يدور حول رؤيته لفتح، وبالتحديد الاجابة على سؤال : "" لماذا انا فتح..؟؟"" تذكرت في هذا الحين ادبيات فتح وعظمة منطلقاتها واهدافها ومبادئها التي تربينا عليها منذ نعومة اظافرنا، واذكر من اولى الجلسات التي كانت لكي تكون فتحاويا بان تعرف "" لماذا انت فتح..؟؟" وفي هذا الوقت مع كثر من التهليل وثقافة المتغيرات السياسية فيكفي ان تكون فتحاويا وبشكل عاطفي دون المرور على جلساتها العشر وادبياتها ونظامها... هكذا هم ارادوا ان تكون حركة فتح واعضائها والمنتسبين لها... انها ثقافة التسطيح لتتوأم مع حكم الفرد ومناسكه السياسية واستحواذه على القرار وبدون موقف من الاطر الادني وصولا الى الاطر القاعدية او اتاحة الفرصة لتلك الاطر لممارسة الجانب الديمقراطي في مناقشة القرارات او الاصدارات من الاطر الاعلى ان وجدت..؟؟!!
طرحت حركة فتح مبدأ "" المركزية الديموقراطية " في داخل اطرها التنظيمية والقيادية، ولكن لم يعمل بها او استغل لهيمنة الاطر الاعلى بدأ من الاطر القاعدية وتنتهي بالاطر القيادية، ولذلك كان الانفلاش والنرجسيات الولودة والولادة.. والابتعاد عن الادبيات وتحلل وانحلال البرنامج النضالي الفلسطيني وظهور مراكز القوى المهيمنة على الرؤية الحركية سواء منها المرحلي او التكتيكي او الاستراتيجي.
اذا ما سؤل كثيرين من اعضاء فتح "" لماذا انت فتح؟؟" قد يعجز في الاجابة على هذا السؤال الذي يبنى عليه القاعدة الفكرية والسلوكية لابن فتح، وربما تكون الاجابة بالانتساب الى زيد او عمر من المؤسسين، وهنا تكمن خطورة الاجابة ودوافعها وثقافتها التي اثرت على البناء الداخلي للحركة وعلى برامجها المختلفة.
وقد تكون اجلبة ثالثة على السؤال، ما صاحب اتفاقية اوسلو من مصالح فردية وجماعية مثل التوظيف وغيره ولمجرد الانتساب او التزكية من مراكز القوى في الاطر المختلفة للحركة وهو انتساب ظاهري جاهل بمعاني حركة فتح ومعاييرها النضالية والاخلاقية. وهو تستطيح اخر انعكس على ثقافة الجمهور المناصر للحركة واعضائها ايضا.
من اخطر المراحل التي مرت على حركة فتح هو منعطف اوسلو وظاهرة اوسلو التي فاقت كل المنعطفات منذ الخروج من الاردن، والصراعات التي حدثت ومؤثراتها على البرنامج الاصيل لحركة فتح وانطلاقتها ودائما كانت على حساب التنظيم وثقافة التنظيم ومقدار تجاوبها مع المرحلة او مع الاهداف الاستراتيجية للحركة.
ورجوعا الى حديث اخي سمير المشهراوي الذي يحمل في طياته الكثير من القيم الحركية حاولت ان اضع لها المقدمة في هذا المقال ومن رؤية حركية واجابة مبسطة وسلسة للاجابة على سؤال "" لماذا انا فتح..؟؟"" والتي تلازم السلوك الاخلاقي والوطني لما يجب ان تكون عليه الاجابة ممارسة وثقافة والتي التزمت فيها حركة فتح باطروحاتها وعلاقتها مع المكون المجتمعي للشعب الفلسطيني، ولان فتح حركة الشعب وحركة الجماهير وهي المعبرة عن طموحاته اذا ما التزمت بمناسك الاصول للقضية ومتطلبات الشعب في المنظور القريب والبعيد.
بالطبع الاخ سمير تربى وطنيا وتنظيميا واخلاقيا في مدرسة الاوائل لهذه الحركة التي تبقى عملاقة باطروحاتها وبصرف النظر عن ما اصابها من ملوثات وتنحي وانحدار وابتعاد عن الكثير من اصول انطلاقتها... ولذلك كانت الاجابة على السؤال من اخي سمير واضحة المعاني والاهداف والرؤية.. ولما يجب ان يكون عليةه ويتسم به عضو الحركة في كافة اطرها ومؤسساتها والانحياز دائما للجماهير ومتطلباتها الوطنية والاخلاقية، وليفهم الجميع لماذا هو فتح في هذه المرحلة العصيبة التي تمر على فتح والوطن والبرنامج الوطني وبفعل سلوكيات سياسية وامنية اهدرت الكثير من القيم والطاقات الحركية.
وكما جاء في منشور اخي المناضل والقيادي ابو عمر المصري نقلا عن عن حديث اخي القائد الفتحاوي والوطني سمير المشهراوي" نضع لكم رؤيته لابن فتح وما يجب ان يتحلى به من اخلاقيات الانضباط والالتزام الوطني:
(((مين قال إحنا صرنا فتح لأنها الغاية والهدف !؟
إحنا صرنا فتح عشان إقتنعنا إنها الطريق لتحرير فلسطين وحماية الوطن ولأنها عمود الثورة وعمود الخيمة .
لأنها البندقية التي تدافع عن شعبها حين ينتهك،، وعن مقدساتنا حين تُدنّس، وعن نساءنا حين يعتدي عليهن قطعان المارقين المستوطنين،، هذه فتح التي إنتمينا لها، فتح التي كان يجب أن يخرج بيانها الرسمي بعد عمليات البطولة والفداء في نابلس والقدس ليقول بصوت عال ( بوركت الأيادي التي نفذت، وبوركت السواعد التي تدافع عن نساءنا ومقدساتنا،، وطوبى للرجال الذي يدافعون عن كرامتنا ) ،، "ولا نامت أعين الجبناء)))