تتاجر اسرائيل طوال عمرها بقصة المحرقة في المانيا ، محرقة اليهود، وهي محرقة يرى خبراء انها كذبة كبيرة، ومبالغات يلجأ اليها الاحتلال من اجل ابتزاز العالم. في كل الحالات اراد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ان يجد شريكا لهتلر في الجريمة المدعاة، ولم يجد الا الحاج امين الحسيني، رحمه الله، وهو من شخصيات القدس الشهيرة، ليتهمه انه حرّض هتلر خلال زيارته له، بحرق اليهود. يروي نتنياهو محضر الجلسة باعتبارها كان حاضرا، او سرب له احدهم المحضر بعد هذه العقود، وهو هنا، وقع في شر اعماله، لان عاصفة غضب اطلت على نتنياهو من جانب ناخبيه، الذين اعتبروه ينكر المحرقة، ويمنح براءة لهتلر، ويتهم الحاج امين الحسيني بالمحرقة . نتنياهو كان قد قال للمؤتمر الصهيوني العالمي في القدس المحتلة..» إن هتلر انما كان يريد طرد اليهود من أوروبا فقط، ولكن مفتي القدس آنذاك الحاج أمين الحسيني قال له إن اليهود ينبغي أن يزالوا من الوجود والا فإنهم سينتقلون الى فلسطين»... واضاف في كلمته امام المؤتمر «إن هتلر اخبر الحسيني عام 1941 إنه يريد طرد كل اليهود من القارة الأوروبية، وإن الاخير أجاب بأنهم سينتقلون اذن الى فلسطين».. وزاد... « هتلر سأل المفتي السابق ..ماذا عساي أن افعل ؟، فأجاب، حسب رواية نتنياهو، «أحرقوهم.» في كل الحالات فأن كلام نتنياهو تحريض اضافي على الشعب الفلسطيني، وكأنه يقول ان هذا الشعب يستحق الحرق، بالطيران والقصف، لان احد رموزه السابقين حرض على حرق اليهود في الافران، وبرغم هذا التحريض الا ان الاسرائيليين لم يعجبهم كلام نتنياهو، فهو فعليا نسف الرواية اليهودية حول المتسبب بالمحرقة، وادخل طرفا جديدا، والكل يعرف ان الرواية التي يروجها الاحتلال، كانت سببا في ابتزاز عشرات المليارات واكثر من المانيا واوروبا، ودول العالم، فوق الابتزاز العاطفي، بأعتبار ان اليهود ضحايا. ثم ما الذي يعنيه كلام نتنياهو على ارض الواقع، هل هذا يأتي تمهيدا للانتقام من اهل القدس والضفة ربما، ومطالبتهم ايضا بتعويضات مالية على طريقة تعويضات المانيا، ام مقدمة لطرد اهالي القدس، بداية من آل الحسيني وصولا الى غيرهم من أسر، لان الكلام هنا، ليس دعاية وحسب، بقدر احتمال تسييله الى اجراءات في المدينة المحتلة؟!. ثم لو افترضنا ان المحرقة وقعت فعليا بالطريقة التي يصورها اليهود، فما الذي يختلف حين نرى سلوك الاحتلال الذي يحرق الشعب الفلسطيني ، فقد وقعت المحرقة فعليا للفلسطينيين، وهي محرقة مستمرة منذ ستين عاما، فاليهود هنا، اعادوا الانتقام من كل من يرونه اخطأ بحقهم، ان صحت اكاذبيهم، عبر الشعب الفلسطيني، الذي يتلقى اختلالات اليهود النفسية، واحقادهم بشكل متواصل، نيابة عن اخرين، يدعي اليهود انهم تعرضوا لهم بشكل او آخر، طوال قرون. المفارقة هنا، ان اليهود في العالم العربي، طوال عمرهم، وقبل الاحتلال، كانوا يعيشون ظرفا جيدا، ولم يتعرضوا لاي اذى من العرب المسلمين والمسيحيين، لكن الصهيونية بخلطتها السرية، اشعلت مظلوميات، وتسببت بحوادث، من اجل ترحيل اليهود العرب الى فلسطين، بتواطؤ احيانا من انظمة عميلة كانت تغفو في حضن الصهيونية. لايضر الشيخ امين الحسيني ولاغيره اتهامه بكونه حرض هتلر، فتصريح نتنياهو يقول فعليا ان الشيخ «ساحر فتاك» ومؤثر على قرارات هتلر، فيما الاخير ساذج يتلقى التعليمات من مقدسي قادم عبر البحار بعمامته وجلبابه، وبينهما، علينا ان نتوقع اتهامات اخرى، لاسماء اخرى، في افلاس صهيوني واضح، يقول ان كل الروايات الصهيونية لم تعد مجدية، فقد مل العالم منها، ولم يعد قادرا على مواصلة السماح للاحتلال بابتزازه، باسم المحرقة وغيرها. ما من محرقة، الا محرقة الشعب الفلسطيني، مع الاعتذار لهذا الشعب، عن هذا المصطلح، الذي يضعهم في سياقات المقارنة، مع مصطلح ابتدعته الصهيونية، تعظيما لمظلومية اليهود، ورغبة في مزيد من البكاء على صدر العالم الحر، والحنون ايضا!!.