ا صوت يعلو فوق صوت صرخه القدس , فهي التي أعادت قضيتنا إلى مقدمة إهتمامات العالم ، و بالتالي لا أحد يملك حق التفريط بأهدافها و مطالبها ، ولا أحد يملك التعهد بوقفها أو إحتوائها قبل تحقيق الأهداف التي من أجلها أنطلق الحراك الشبابي لنصرتها، وخاصة حماية القدس و المقدسات ، وقدمت قافلة طويلة من الشهداء و الجرحى والأسرى ، و بناء على تلك الحقائق ، ينبغي التعامل بجدية و ندية مع " الفزعة " الدبلوماسية الدولية التي بدأت تغزو المنطقة تباعاً ، وعلى القيادة الرسمية أن تكون حذرة في خطواتها وتعهداتها للمبعوثين الدوليين ، و إلا وضعت نفسها في موقف لا يليق بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ، و قطعا لا يليق بتاريخ فتح و مكانتها .
تستطيع الدبلوماسية الفلسطينية التحرك و تحقيق إنجازات وطنية ملموسة ، علي أن تدرك خطورة إعطاء التعهدات قبل تحقق الحراك الشبابي لأهدافنا الوطنيه ، إن من شأن هكذا تعهد أضعاف الموقف الفلسطيني الرسمي ، كما أن من بين نتائجه المُحتملة قطع شعرة معاوية مع الشعب ، فقد ضاق الناس ذرعا بالوعود الدولية الكاذبة ، كما ضاقوا ذرعا بالنفوس الضعيفة والمواقف المبهمة .
ومثلما يتفهم الشعب ضرورة التحرك الدبلوماسي في ظل المواجهات اليومية مع الاحتلال ، على القيادة الرسمية أن تنصاع لمطالب الشعب، و أن تدعمه بكافة الوسائل المتاحة ، و أن تقلع عن الوساوس و التبريرات ، فكل أحداث و مواجهات هذا اليوم المجيد أثبتت و بلا جدال ، أن أبناء فتح يشاركون بزخم وشرف شعبنا لا يخاف ، وفتح لا تخاف ، الاحتلال هو الخائف ، و أصحاب " الفزعة " خائفون على إسرائيل ، و أمام القيادة الرسمية فرصة نادرة لتبني مطالب الشعب ، بدلا من التلويح و الإيحاءات الغامضة ، فليس مفهوما لماذا لم نذهب إلى مجلس الأمن الدولي بمشروع قرار واضح ، و لا مفهوم لماذا زيادة و تكثيف التنسيق الأمني بدلا من وقفه تماماً ، كما انه من المخجل و المعيب بذل الجهد و المال ، لتحييد شباب فلسطين عن المساهمه بواجبهم الوطني ، و كأن الحدث يجري في بقعة أخرى من العالم ، و ليس في فلسطين و على أرضها الطاهرة .
المجد للشهداء ،، والشفاء للجرحي ،، والحريه لأسرانا البواسل.