أخر الأخبار
قاتل رابين هو «العنصري الحاكم» في الكيان!
قاتل رابين هو «العنصري الحاكم» في الكيان!

من بديهيات السياسة أن «التحريض» على القتل هو قتل بذاته..ولعل دولة الكيان «الفاشي» هي أكثر من يضع ذلك «المبدأ» في سياق مطاردة الفلسطيني وعقابه على القول والكلمة، ومع أن الاحتلال هو جريمة حرب بذاته، ولا يحتاج لوصف، الا أن «البغي السياسي»، خاصة مع الجبروت الأميركي حاصر تلك المسألة، التي باتت جزءا من «المنظومة القانونية الدولية»..  وفي سياق أن «المحرض» على القتل هو قاتل بدرجة ما، فما حدث العام 1995 عندما أطلق ايغال عمير رصاصات ثلاثا على رئيس وزراء اسرائيل في «مشهد تلفزيوني» نادر الحدوث، لم تأت سوى نتيجة تحريض مباشر وعلني قاده ما يسمى اليوم برئيس حكومة اسرائيل بيبي نتنياهو، والذي قالها صريحة آنذاك، وكان زعيماً لحزب «الليكود» يجلس في مقاعد المعارضة البرلمانية، مخاطباً أنصاره، «لقد عجزت عن وقف سياسات رابين في التفريط بأرض إسرائيل فأوقفوه أنتم».  بعدها بأيام فقط قام عمير بتنفيذ «الأمر النتنياهوي» وأعدم رابين علنا، وسلم ذاته طوعا ليجلس في سجن هو الأكثر «رفاهية» في عالم السجون، يعيش حياته كاملة بلا أي منغصات، ولعله لم يكن ليجد تلك الرفاهية لو أنه استمر كما كانت حياته قبل اغتيال رابين..  الحديث هنا ليس عن اغتيال رابين بذاته، رغم انه جاء في سياق عقاب «اليمين الفاشي» له على توقيع اتفاقيات أوسلو وتسليم السلطة الفلسطينية بعض المدن في الضفة والقطاع، ومن أجل تطبيق مفاهيم اليمين القائلة: «بين النهر والبحر لا مكان إلا لدولة واحدة هي إسرائيل»، ولكن من اجل ان يدرك «الفلسطيني الرسمي» أن البحث عن أي وسيلة تواصل مع نتنياهو ليس سوى تعزيز لسلطة الاحتلال وتكريس مفهوم «اليمين الفاشي» في سياسية التهويد العام لفلسطين.. قاتل رابين الحقيقي هو هذا «الغر» المتشدق بالكلام بحثا عن «الأمن»، نتنياهو شخصيا من قاد أوسع مظاهرات فاشية ضد اسحق رابين واتفاق اوسلو بعد توقيع الاتفاق الانتقالي في 28 سبتمبر العام 1995، اتفاق رأت فيه «الفاشية اليهودية» انه «تنازل عن قلب اسرائيل في الضفة الغربية «..الاف خرجوا وعلى رأسهم نتنياهو حاملين صور رابين عليها «الصليب المعكوف»، في إشارة الى انه نازي جديد يعمل على «قتل اليهود»، وهو ما يفعله نتنياهو اليوم باستخدام المفتي أمين الحسيني لوصف الفلسطيني الراهن بأنه «النازي الجديد»..  نتنياهو العام 1995 لصق صورة رابين وابو عمار وربطهما بالحطة الفلسطينية باعتبار أنهما «عدوا حلم اليمين»..فوجب التخلص منهما..وكان له ان تخلص من رابين في 4 نوفمبر 1995 ومن الخالد ياسر عرفات في يوم 4 نوفمبر 2004..ومصادفة اليوم من عجائب الزمن!.  قاتل رابين هو الحاكم الآن، قتل لم يأت على خلاف جنائي او شأن ضرائبي بل كان عنوانا واضحا ان رابين بتوقيعه «اتفاق اوسلو والبدء بالتنفيذ فرط في أرض اسرائيل..فوجب التخلص منه»..  نتنياهو الذي قفز الى السلطة العام 1996 عبر استكمال مخطط رابين، بلعبة أكملها جهاز الشاباك الاسرائيلي ليفتح الطريق لنتنياهو لاستلام «الحكم» لوقف «كارثة اتفاق أوسلو» كما يصفها الفاشيون في دولة الكيان..  في يناير العام 1996 أقدم الشاباك الاسرائيلي على اغتيال يحيى عياش «احد ابرز قيادات كتائب القسام»، اغتيال كان معلوما أنه لن يمر مرورا عابرا، لكنه اغتيال لم يكن هدفه اغتيال لشخص التزم في أطار «تفاهم خاص» ان لا يقوم بأي عمل عسكري طوال وجوده في قطاع غزة، الا أن «اختيار عياش» كان الطريق الأنسب لاغتيال اتفاق اوسلو، لأن من خطط لاغتيال عياش يعلم يقينا ما ستكون ردة فعل حماس..  اغتيل عياش وفتحت الطرق الأمنية لتنفيذ سلسلة عمليات داخل اسرائيل، كانت هي «سلم صعود نتنياهو» الى الحكم في مايو 1996..فبدونها ما حلم نتنياهو، وهو المتهم الأول بالمشاركة في اغتيال رابين، ان يفوز، لتبدأ معها رحلة اغتيال عملية السلام الذي كان ممكنا..ليصبح مع صعود «اليمين الفاشي» مستحيلا..  اغتيال رابين كان هو اغتيالا لاتفاق..واغتيالا لطريق جاء خلافا لما «صممه الفريق اليهودي» في الادارة الأميركية بقيادة دينس روس..فاستحق رابين العقاب..  من يعتقد ان اتفاق اوسلو ما زال به رمق حياة ليس سوى ساذج.. ساذج سياسي بكل ما للكلمة من أبعاد..ومن يصر على الحديث عنه الآن، هو مغفل لو أحسنا النية، وشريك في الجريمة السياسية للفاشية الاسرائيلية ضد فلسطين ارضا وشعبا وقضية.. هل أدرك حامل السكين الفلسطيني الذي ولد ما بعد توقيع اتفاق اوسلو، جوهر المشهد السياسي بأكثر مما تعيه «المنظومة الرسمية الفلسطينية»..المسار يؤكد تلك الحقيقة..التمرد بدأ ضد الفاشية الاسرائيلية وأيضا ضد «الخنوع الرسمي الفلسطيني» بالتوازي.. «سكين» لاعادة الروح الكفاحية التي جسدتها كلمات الخالد ياسر عرفات، الذي تحل ذكرى اعدامه بعد أيام، ان الفلسطيني قرر ألا يكون أسيرا أبدا، بل حرا فحرا فحرا، وثمنها معلوم فلا حرية بلا ثمن وخير الأثمان.. الشهادة فوق ارض الوطن ومن أجله!.  ملاحظة: من طرافة الحال السياسي أن «أسياد البعض» عندنا  - الأميركان – يصابون بقلق مشوب بالحذر فيما يخص أي جريمة اسرائيلية ضد أهل فلسططين..ولكنهم ينتفضون بكل عربدة فيما يخض أي خدش ليهودي..وما زال الأنذال يبحثون عنها لتكون «وسيطا»..يا عهركم السياسي!  تنويه خاص: اتساع رقعة المشاركة الشعبية في شمال الضفة بات ضرورة وطنية..شمال الضفة كان دوما رأس حربة في مواجهة الفاشيين..جنين وطولكرم ونابلس ومعها قلقيلية؛ ما زال في جعبتكم الكثير..بكم يشتد أزر الهبة لتصبح «غضبا هادرا»!