تبدو البوابة الروسية ـ على وعورتها ـ هي بوابة الخروج من الازمة السورية من خلال المحادثات التي وضعت فيها موسكو – واشنطن خطة العمل التي تنهي وتفكك الصراع الدولي في سوريا ومن اجلها فالأفكار التي قدمها لافروف وجدتها الإدارة الأمريكية صالحة للعمل ، ويبدو أنها بدأت اتصالات ومشاورات مع أطراف عربية، فبنود الاقتراح الروسي رسمت تفاصيل للالتقاء بالوسط على انهاء حالة الفوضى والحرب متعددة الاطراف والاهداف اذ جاءت بنود الخطة على النحو التالي :
1 ـ إعداد «بنك أهداف»، وكل من يرفض الحل السياسي ستتم إضافته إلى البنك، وسيتم قصفه بواسطة المقاتلات الروسية والأمريكية وحلفائهما في سوريا.
2 ـ وقف كل المعارك على الخطوط الأمامية بين قوات المعارضة السورية والجيش السوري.
3 ـ إعداد مؤتمر حوار يضم معارضة الداخل والجيش السوري الحر. ويتم الاتفاق بنهاية المؤتمر على: إطلاق كافة المعتقلين، التخطيط للانتخابات البرلمانية والرئاسية، إصدار عفو عام، تشكيل حكومة وحدة وطنية سورية، الموافقة على تغييرات في الدستور يتم بموجبها نقل صلاحيات الرئيس لرئيس الوزراء المنتخب.
4 ـ يقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه ضمانات بأن بشار الأسد لن يتم ترشيحه، ولن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية، لكن يمكن لشخصيات أخرى من عائلة الأسد أو شخصيات في النظام أن تترشح للانتخابات.
5 ـ على النظام والمعارضة التوافق على خطة لدمج قوات الدفاع الوطني والجيش السوري الحر وقوات أخرى في صفوف الجيش السوري والقوات الأمنية.
6 ـ تضمن روسيا عفوا عاما لكل أفراد المعارضة وناشطيها ومقاتليها داخل وخارج سوريا. في المقابل لن تقدم المعارضة على مقاضاة الأسد لجرائمه داخل وخارج سوريا.
7 ـ إنهاء الحظر المفروض على كل مؤيدي الأسد، وعلى مؤيدي مناطق المعارضة و تجميد كل أشكال القتال، وعلى كافة الدول المؤيدة والداعمة وقف الدعم العسكري لجميع الفرقاء في سوريا.
8 ـ تبقي روسيا على وجود قواتها في سوريا لضمان تطبيق خطة السلام بعد إقرار القوانين الخاصة بهذا الشأن في مجلس الأمن الدولي.
الخطة التي وضعتها موسكو في اغلبية النقاط تسعى الى تسوية الصراع المحتدم منذ اربع سنوات ولكن ابقاء قوات روسية في سوريا سيأخذ مدى من النقاش وخصوصا من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا و التي كانت تاريخيا هي صاحبة السيطرة والابقاء على قواتها بعد اي نزاع وأي تسوية كما الحال في العراق وافغانستان فوجود هذا المنافس وان كان بغطاء قرار اممي كما تقترح الخطة فانه قد يعرقل الخروج السريع من الصراع المحتدم وهي النقطة التي سيتناقش عليها الاطراف طويلا جدا في ظل صراع المصالح والمطامح.
ويبدو ان استقبال موسكو لبشار الاسد قبيل لقاء فيينا كان لعرض افكار من الخطة الروسية التي قدمت الجمعة الماضي بخصوص قبوله التنحي بشرط ضمان سلامته وخروجه دون ملاحقة دولية لاحقة قد جنى ثماره بقبول الاسد وبضمانة الروس انفسهم ومنذ بداية الأزمة لم يكن راسخاً بفعل قوته او قدرته على ضمان استقرار في سورية، وانما كانت كلمة السر السنوات الخمس صمام الامان الروسي والدعم الإيراني، و ما سوى ذلك في إحداث التوازن السياسي في سورية لم يكن سوى مادة اعلامية و سياسية.
البوابة الروسية للخروج من الازمة السورية لن تكون مشرعة وفق ما تريده موسكو رغم حالة التراجع الامريكي او لنقل الاختباء خلف حجة المفاوضات والتفاهمات الدولية ، فالتحالف الدولي ما زال قائما ، وهناك قوى في المنطقة تتقاطع مع الازمة والوضع السوري ليس بدءًا بالعراق المرتبط بالارهاب مع سوريا والممتد بكلا الاتجاهين ، وايران التي تعد الحليف الاقوى ، ولبنان التي دخل حزب الله في هذه الازمة والحرب وما خرجت ، وتركيا والسعودية الرافضتين لاي حوار او حل يكون الاسد جزءا منه.