انتفاضة القدس الحالية هي مجموع طاقات مكبوتة للفلسطينيين عشر سنوات بعد توقف انتفاضة الأقصى في العام 2005 وانتبهوا إلى الجديد الذي لا تريدون رؤيته أو فهمه حيث هذه الطاقة المكبوتة لدى الشباب وعموم الشعب الفلسطيني هي طاقة مهولة مرعبة واحمدوا الله أنها ذهبت خارجيا للمحتل بذكاء عمر الزهور الفلسطيني.
الطاقة المهولة المتفجرة بدايتها الآن هي محصلة العدوان والاحتلال والخراب والدمار ومنع السفر وارتفاع معدلات البطالة وعدم وجود فرص عمل أو وظائف للخريجين والخريجات وتأخر الزواج من صعوبات الحياة والعنوسة والقمع البوليسي وتدني الخدمات الصحية والتعليمية والفقر والجهل والمرض وكل الأمراض الاجتماعية والسياسية التي تراكمت بفعل الاحتلال والانقسام والشرذمة والذل والهوان وفقدان الأمن والأمان الذي تعرض له الشعب الفلسطيني كل في مكانه ومشكلته وإذلاله سواء من الاحتلال أو من بني جلدته أو ممن يتاجرون فيه وكما يعلم الجميع هناك تفاوت حاد في الدخل وظواهر الغناء الفاحش والفقر المدقع بفعل غياب سيادة القوانين والاحتكارات لأصحاب النفوذ واختلاف الأجندات وارتفاع أسعار الأرض والسكن وارتفاع الاسعار بشكل عام وغياب الأمل بالحلول سواء المصالحة أو انهاء الاحتلال وغياب السلم الاهلي والاجتماعي والأمل في غد مشرق.
هذه الطاقة السلبية التي أورثها جميع من تحكم في الشعب الفلسطيني في العقد الماضي لأبناء الشعب الفلسطيني في ظل فضاء مفتوح على مصراعيه لتقبل العنف بجرعات متفاوتة والثورة الرقمية وانهيار منظومة الأسر والمجتمع والأخلاق بفعل الاعلام الغربي المفتوح على الثقافة العربية والأخلاق العربية والفلسطينية وفي غياب التخطيط السليم للحماية منها وغياب المسئولين المهتمين بقضايا الشعب وشبابه وإضاعة وقت المسئولين وجهدهم في المناكفات السياسية والجدل الببيزنطي حول الشرعيات وعدم الانتباه لشعب لديه من المشاكل أضعاف أضعاف الشعوب العربية التي أسقطت ليس الحكومات والرؤساء بل مكونات الدولة وتسببت في انهيارها .
هذا هو التمرد الحقيقي الذي نتج عن كل ذلك عند الفلسطينيين وتوجه على المحتل ولكن!!
ولكن مازالت الادارات هي الادارات ومازالت عقلية السياسيين والقادة هي هي وزاد الطين بلة خوفهم جميعا على مآل هذه الانتفاضة كل بمكان سلطته يحاول رمي الحمل على الآخر وبالتأكيد الخوف يدفعهم لعدم الحكمة وتقدير الامور بشكل صحيح وهذا في حد ذاته خطير ساورني الشك فيه منذ البدء وعلينا توضيح ذلك وكشف ألاعيبهم فالقيادات واضح أنها منفصلة عن الواقع أو أنها تخشى على سلطتها من الواقع و في الحالتين النتيجة واحدة ستفقد باقي عناصر تواجدها المعنوي الذي سيؤدي لفقدان هيبة تواجدها الفعلي وتصبح في مواجهة مع الشعب وهذا خطير على الانتفاضة ذاتها والمجتمع ففي كل الاحوال الحمل ثقيل بفهمهم وتقاعسهم ومناوراتهم أو بعدم فهمهم وغياب الرؤية لديهم الذي يضعف الموقف الشعبي العام وقد بدأ المحتل بمؤامراته الجارية لحل قضية العبادة في المسجد الأقصى يسحب البساط من تحت أرجل كل القيادات الفلسطينية وبعزل نفسه عن الخطوة التالية لوقف الانتفاضة من خلال أهلها وسلطاتهم والمحتل يهرب من تحمل مسؤولية انفجار الطاقة السلبية المهولة لدى شعبنا بالانسحاب خطوة للخلف ورمي الكرة في ملعب الفلسطينيين وهذا معناه ان الطاقة المهولة السلبية ستنفجر في الفلسطينيين انفسهم وحكامهم وأحزابهم وشوارعهم .. القضية أكبر من حل لموضوع العبادة القضية لدى نتنياهو ولكنها هي هروب من النار المشتعلة وتوجيهها للذات والمجموع الفلسطيني وإلا فأين ستذهب كل العذابات والاختلالات والطاقات الثائرة الملتهبة ... انتبهوا اذا مازال لديكم بقية من انتماء