علم فلسطين هو خريطة الوطن واصالته الشعوب دائما تعتز بعلمها الوطني ويكون هذا الاعتزاز والاحترام نابع من عمق الكرامة الوطنية والتاريخ الوطني والقومي، ويكون العلم هو السقف التوحيدي والوحدوي للشعوب التي تنخفض ما ادناه كل الخلافات والايديولوجيات والانقسامات، والرايات الحزبية، ولذلك يكون رفع العلم في كل الاماكن مظهر من مظاهر الالتزام الوطني سواء في ساحة البناء والعطاء او في ساحة الحروب والمواجهات مع العدو او الاحتلال ولما يعطي هذا العلم بالوانه الالتزام الحضاري والانساني والتي تندمج مع معطيات الحب والوفاء للوطن وخوض معارك الدفاع عن ارض الوطن اذا ما واجه اي اعتداء او اغتصاب لحقوق الشعب. في الحالة الفلسطينية التي تحتل فيها دولة الاحتلال كل ارض فلسطين ، فان للعلم مذاق خاص يفوق كل الاوصاف ولغة الابجديات فهو الدليل والالهام لعطاء الابطال وصمود الشعب ومقاومته للاحتلال. العلم الفلسطيني وفي الظرف الفلسطيني قد يكون هو نموذج القنبلة النووية الوطنية في مواجهة جنازير دبابات الاحتلال ومدفعيته وجنوده وطيرانه ، فهو السلاح المعنوي الذي ينفي وجود دولة مغتصبة للارض وينفي وجود مستوطناته وتاريخه المزيف. فالعلم الفلسطيني ليس قطعة قماش بل يحمل من رمزيات وماديات تاريخ شعب وقضية ويحمل معه مفاهيم الحضارة والتاريخ الانساني على الكرة الارضية، فتقافة الشعوب التي تبنى على الاعتزاز بالعلم الوطني هي التي تنتصر على كل الثقافات المزيفة ولغة ترحيل التاريخ والمستقبل. ولذلك وبوعي مطلق كان ومازال العلم الفلسطيني هو الدافع للمقاومين والمنتفضين في وجه العدو الاسرائيلي في ساحات المواجهة والتماس، فما احلى الشهادة ونحن نغرس علم فاسطين فوق الصور العازل العنصري الفاشي وما اعلاها من قيم التحدي والمواجهة عندما يختلرق شباب فلسطين الاسلاك الشائكة ومستوطناته ليرفع عليها علم فلسطين. فل نتذكر معارك النصر في معركة حراب الفتح في اواخر الستينات عندما رفع رجالات العاصفة علم فلسطين على الموقع المحرر وكما هو الان على حدود غزة والخليل ونابلس وطول كرم وجنين وبيت لحم ورام الله وشمال فلسطين وكما نتذكر اول شهيد في معارك اكتوبر هذا الجندي البطل الذي غرس علم مصر فوق خط بارليف الشهير شرق قناة السويس ول نتذكر علم الجزائلر الذي رفعه الثوار والشعب الجزائري فوق كل منزل وبيت في حرب التحرير الشعبية امام تغول واستيطان فرنسي ومحاولة ضم ارض الجزائر لفرنسا. نعم انه العلم الفلسطيني مصدر الهام للمفاومة والصمود في وجه الاحتلال وغطرسته وقوته الهشة التي يهزمها راية العلم والسكين وادوات الابداع الفلسطينية في هبة القدس التي يجب ان يشعلها رفع العلم الفلسطيني على كل منزل في ارض الوطن، فهذا الشعور والالتزام يجب ان لا يرتبط بمبادرة او جماعة بل يجب ان يكون تحرك شعبي كامل ليرفه فوق المنازل والسيارات والملاافق والمدارس والمستشفيات وفي كل مظاهر الحياة في الضفة وغزة واهلنا في ارض 48م واذ نذكر هنا المبادرة الواعية التي انطلقت من مقر لجنة المجلس الوطني للتمكين برعاية الاخ المناضل عضو المجلس التشريعي اشرف جمعة بمبادرة رفع العلم الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة التي تتكاتف فيها كل قوى الشر والاستبداد على حقوق شعبنا وتاريخه على ارضه وما يتهدد القدس من محاولات التهويد وانسجاما مع تضحيات شباب فلسطين بانتفاضة السكين، فان تلك المبادرة الواعية لمعطيات وظروف المرحلة والتي انطلقت من مدينة رفح لتعم مبادرات لحرائر فلسطين وجمعيات اخرى يجب ان تعمم وتكون مبادرة على صعيد الفرد او الجماعة او الاسرة لتعم الشعب كله ، يجب ان يتنادى كل افراد الشعب ليصنعوا العلم في منازلهم او يشتروه لتعم مظاهره وواقعه على كل الحياه ومظهرها في غزة والضفة وارض 48 , من الاهمية ان تجد تلك المبادرة واقع التنفيذ وبنهج تعبوي للنخب والمثقفين وكل فئات الشعب، فرفع العلم هو الزلزال الذي يدمر معنويات الكيان الغاصب وجنوده وتاريخه الملفق . فل تستكمل تلك المبادرة وما تحمل من معاني وطنية وتعبوية خلاقة لتكون عنصر اساسي من اليات الصمود والمواجهة مع الاحتلال .