أخر الأخبار
السعودية وظاهرة تفجير المساجد
السعودية وظاهرة تفجير المساجد

يعجز العقل البشري عن إستيعاب المبررات التي تزين ل « إنسان « شرعية مداهمة مسجد وقتل الركع السجود الواقفين بخشوع تعبدا بين يدي خالقهم سبحانه وتعالى , لا بل ويجعل من نفسه قنبلة تمزق جسده واجسادهم متيقنا من ان جريمته البشعة المروعة تلك , هي سبيله إلى جنة عرضها السموات والارض , فهؤلاء الضحايا الذين لا يعرف من هم وما هي ظروفهم واحوالهم , هم الجسر الذي سيعبر به إلى الجنة شهيدا أستحقها بلا حساب , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ليست السعودية القائمة بجدارة منذ عقود على خدمة الحرمين وزوارهما البلد الوحيد الذي واجه مثل هذا الجنون البين , فقد شهدته بلدان عربية وإسلامية غيرها من قبل , إلا ان الفارق هذه المرة هو أن السعودية تخوض حربا ضد طغمة باعت نفسها وبلادها لغريب وخدمة لطموحه ومخططه الساعي للهيمنة على الشرق العربي كله , لتجد بلاد الحرمين نفسها في الوقت ذاته , عرضة لسموم إنتحاري يجيز لمقترفيه ممارسة الجريمة في أبشع صورها  , في مشهد ينطوي على إحتمالين لا ثالث لهما , الأول هو ان المنتحر القاتل ليس بشرا سويا , والثاني أن هناك من إستغل حاله اليائس هذا وزين له إرتكاب جريمته أملا في زعزعة أمن السعودية وإحداث فتنة بين مواطنيها , في وقت هي أحوج ما تكون فيه إلى وحدة الصف , فمن يا ترى هو ذلك المتآمر؟؟ .
واهم من يعتقد بإمكانية زعزعة الاستقرار في السعودية , فبلاد الحرمين الشريفين عصية على كل شرير طامح أو طامع , والقائمون وبشرف على خدمة محمد صلى الله عليه وسلم والكعبة الشريفة وضيوف الرحمن من شتى بقاع المعمورة , أبعد بكثير عن متناول الحاقدين والطامعين ومخططاتهم البائسة التي لم تعد تخفى إلا على جاهل أو صاحب هوى خاص , وإذا ما كان هناك من يسخر اليائسين غير الأسوياء لإرتكاب جرائم بإسم الدين والدين منهم ومنه براء , فليركن عصاه جانبا وليعلم يقينا أن أرض العرب لن تدين بعد اليوم لغير العرب , حتى وإن إختلفوا أو إقتتلوا , فقد فاته القطار, وعرب اليوم لن يقبلوا بإحتلال جديد أيا كان دينه وأوهامه ونواياه , حتى لو ماتوا جميعا عن بكرة أبيهم , وإن غدا لناظره قريب .