أخر الأخبار
التعداد السكاني : ليخرس «الخراصون» !
التعداد السكاني : ليخرس «الخراصون» !

 كالعادة, وكدائماً وأبداً, فإن الذين يقضون حياتهم ليلاً ونهاراً في انتظار أي إجراء رسمي, حكومي أو غير حكومي, لينسجوا حوله قصصاً ما أنزل الله بها من سلطان وليقولوا فيه أكثر مما قاله مالك في الخمر وليحملوه أكثر كثيراً مما يحتمل وليشككوا ويحاولوا تسويق أوهامهم وبصراحة وأكاذيبهم ونواياهم السيئة وعلى أصحاب النوايا الطيبة من أهلنا وكل هذا مع أن الشعب الأردني بات يعرف مثل هذه الألاعيب وبات يدرك أن هناك بيننا أقلية قليلة تكاد لا ترى بالعين المجردة لا تخاف الله ولا تتورع من أنْ تكذب مرة وثانية وثالثة.. وألف على أساس أن شعار النازي غوبلز كان: «اكذب ثم اكذب فإن الناس سيصدقونك في النهاية..» وحقيقة أن الأردنيين لم يعودوا يصدقون كل ما يسمعوه من هؤلاء الذين يحاولون الصيد والتصيد في المياه العكرة.. ونشكر العلي القدير أن مياهنا دائماً صافية وكـ «عين الديك» !!
  ككل دول العالم الراقية والمتقدمة والتي تسير في طليعة الركب الحضاري العالمي فإن هذا البلد, المملكة الأردنية الهاشمية, حتى يعرف موطئ أقدامه ويحدد ضروريات شعبه وما تتطلبه الأجيال الصاعدة من عمر الحضانة والمدارس الابتدائية وحتى عمر التقاعد بعد خدمة طويلة فإنه بحاجة وفترة بعد فترة إلى إجراء إحصاء وتعداد سكاني كي يحدد ما يُعْتبر أولويات لا يجوز وغير ممكن تأجيلها وما بات يعتبر ثانوياً وغير ضروري ولا يجوز إرهاق الموازنة العامة بالإنفاق عليه طالما أن هناك ماله الأولوية عليه . 
   إنه على الذين يتحملون مسؤولية كل شاردة وكل واردة في بلدنا, المملكة الأردنية الهاشمية, أن يعرفوا كم هو عدد الأردنيين الآن وكم من المتوقع أن يصبح بعد عشرة أعوام أو عشرين عاماً وكم هو عدد المدارس والجامعات والمستشفيات التي سنحتاجها حالياً وفي المستقبل وأيضاً وكم هوعدد الوظائف التي علينا أن نوفرها لأبنائنا بعد سنة أو سنتين أو عشر سنوات وهذا كله وغيره يتطلب أن نجري تعداداً سكانياً دورياً يُظهر وبدقة فئات الأعمار المختلفة لأبناء شعبنا ويظهر مستوى البطالة بين هذه الفئات وما هو ضروري ولازم وما لا يمكن تأجيله وما هو ثانوي ولا ضرورة له ويجب توفير الإنفاق عليه لما له الأولوية ولا يمكن ركنه جانباً أو تأجيله . 
  إن دولة لا تعرف عدد سكانها وحسب الفئات العمرية وحسب من هُمْ على مقاعد الدراسة من الحضانة والابتدائي حتى آخر المراحل الجامعية وحسب الموظفين وفئاتهم ومواقعهم وحسب موظفي القطاع العام والقطاع الخاص فإنها لا تكون مقصرة وفقط بل كالأعمى الذي لا يعرف طبيعة الطريق الذي يسير عليه والذي يمكن أن يسقط في هاوية لا قرار لها في أيِّ لحظة من اللحظات.. إن هذا السبب الذي دفع من هم في مواقع المسؤولية والمسؤولين أمام الله وأمام الشعب الأردني لإجراء تعداد سكاني جديد (إحصاء) الآن.. الآن وليس غداً لأننا بحاجة إلى معرفة مواطئ أقدامنا ونحن نواجه متطلبات أكثر من ضرورية ولا يجوز تأجيلها لأي سبب وبأي حجة !!  
 إن هذه هي الحقيقة التي لا غيرها حقيقة ولذلك فإنه عيبٌ أن يحاول البعض من الذين بتنا نعرفهم تمام المعرفة ونعرف دوافعهم وتوجهاتهم, الاصطياد في مياه يعتبرونها عكره وأن يثيروا تساؤلات ويرسموا تصورات مريضة حول التعداد السكاني (الإحصاء) المزمع إجراؤه ويتقصدون التشكيك فيه وفي مقاصده وكل هذا مع أنهم يعرفون أنه بالإمكان معرفة أعداد أبناء البادية وأعداد أهل هذه المحافظة أو تلك.. وأعداد مَنْ أصولهم شامية أو حجازية أو فلسطينية أو عثمانية بـ»كبسة» زر واحد على شبكة «غوغلز» أو أي حاسوب كما يقال أو أي جهاز من أجهزة التواصل الاجتماعي .  
نحن الآن شعب أردني واحد.. وعلينا, وقد تمازجنا وتزاوجنا وتعايشنا وعشنا معاً كل هذه الأعوام الطويلة في وطن واحد من المفترض أننا كلنا نحبه وننتمي إليه ولا ننتمي لأي وطن غيره إلا للوطن العربي الكبير الذي حلمنا بوحدته وسنبقى نحلم بوحدته المقدسة فعلاً, أن ننسى نهائياً قصة: «المنابت والأصول» وأن ننبذ من بيننا كل من يحاول إثارة هذه المسألة لدوافع إما خاصة وشخصية وإما لأغراض مشبوهة كلما: «دق الكوز بالجرة» وكلما أقْدم من هُمْ في مواقع المسؤولية على خطوة يحتاجها بلدنا ويحتاجها شعبنا الواحد الموحد الذي هو أكثر تماسكاً ووحدة من أي شعب آخر إنْ في هذه المنطقة وإن في العالم بأسره.. ولذلك فإننا نقول ستبقى المسيرة المباركة تسير وليخرس المُخرِّصون !! ... أهل الظنون ومفتعلو الأكاذيب الملفقة .