أخر الأخبار
رسائل أمنية وسياسية على متن الطائرة الروسية
رسائل أمنية وسياسية على متن الطائرة الروسية

لا أحد يجرؤ أن ينسى أو يتجاهل مأساة الطائرة الروسية وضحاياها، لأن سقوط الطائرة تجاوز المأساة الانسانية واصبحت الطائرة، بكارثتها، قضية رأي عام على الصعيد العالمي، وهي محملة بالرسائل الامنية والسياسية بالنسبة الى روسيا ومصر والعالم، الى أن يتم التوصل الى السبب الحقيقي، لا الافتراضي، لسقوط الطائرة على ارض سيناء . 
موسكو يهمها أن لا يتم ربط سقوط الطائرة بالتدخل العسكري الروسي في سوريا، لأن القيادة الروسية تريد خوض حربها ضد الارهاب الى النهاية دون تشويش ودون كلفة، في حين حاولت الدول الغربية التي فشلت في توجيه ضربة عسكرية حقيقية الى مسلحي المنظمات الارهابية، ومنها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بالتلميح والتصريح، وعبر حملة اعلامية، ترجيح حدوث انفجار قنبلة في الطائرة واسقاطها منذ اللحظات الاولى، وقبل ظهور نتائج التحقيق في الحادث الكارثة . 
اما بالنسبة الى الحكومة المصرية فهي لا تريد استباق التحقيقات الجارية، كما تتمنى أن لا يكون الحادث وقع بسبب اختراق امني في مطار شرم الشيخ، لأن السياحة في منتجعات شرم الشيخ ترفد البنك المركزي بالعملة الصعبة، ولأن قطاع السياحة في مصر من أهم مراكز الجذب للايدي العاملة المصرية، ويشكل هذا القطاع احد اعمدة الاقتصاد المصري . لذلك من المهم جدا أن لا يتأثر قطاع السياحة في مصر، خصوصا أن السلطات المصرية قامت باجراءات امنية اضافية لتحقيق سلامة الضيوف والوافدين الى المنتجعات السياحية .
اللافت أن الدول الغربية والمعنية بالحرب على الارهاب، والتي تشغل وسائل الاعلام بتصريحاتها ووعودها ما زالت مقصرة، فهي لا تساعد مصر في حربها ضد الارهاب، ولا تشارك روسيا في ضرب مواقع داعش أو غيره من التنظيمات الارهابية في سوريا والعراق، بل نقرأ ونرى ونسمع ونؤكد أن وسائل اعلام عديدة محسوبة على هذه الدول تضع في نشراتها الاخبارية التنظيمات الارهابية كلها في خندق المعارضة، خصوصا في التنظيمات التي تخوض حربها ضد النظام والدولة في سوريا .
والحقيقة المستجدة اليوم أن لا أحد يستطيع تجاهل كارثة الطائرة الروسية وضحاياها، لانها أصبحت قضية سياسية امنية بالنسبة الى روسيا ومصر، وعندما تظهر نتائج التحقيقات، يجب على الجهة المسؤولة أن تتحمل تبعات هذه الكارثة . والى أن تظهر الحقيقة من الواجب عدم تكريس حالة الهلع، لأن هدف التنظيمات الارهابية خلق مثل هذه الحالة لضرب السياحة في مصر وايقاع الضرر بالاقتصاد المصري، لذلك يجب عدم الاستجابة لرغبة الارهابيين، ومواجهة هذا التحدي بتقديم المساعدات الامنية والاقتصادية لمصر التي تخوض حربها منفردة ضد الارهاب في شمال سيناء، وتمكينها عسكريا لضرب الارهابيين ومحاصرتهم في مناطقهم الشمالية قبل تمددهم الى الجنوب باتجاه المنتجعات .