أخر الأخبار
رؤية فلسطينية وتفاهم عربي حل لتساؤلات الراشد
رؤية فلسطينية وتفاهم عربي حل لتساؤلات الراشد

من قلائل الكتاب العرب، وربما الفلسطينيين أيضا، من تناول أحد المواضيع الحساسة سياسيا ووطنيا، ما تحدث عنه الاعلامي السعودي الكبير “عبد الرحمن الراشد” في مقالته “ومقاطعة فلسطين رياضيا أيضا” في الخامس من نوفمبر 2015،في “الشرق الأوسط” السعودية، وجدت لها صدى واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي لعديد من أبناء فلسطين.. الراشد، وبعيدا عن العنوان الذي يبدو أنه غير ذي صلة بجوهر المقال، تحدث عن العلاقة الرسمية العربية مع أبناء فلسطين، وخاصة من حافظوا على الصمود والبقاء في ارضهم بالجليل والمثلث والنقب، فلسطيني 48، ذلك الجزء الذي يمثل عنوانا خاصا لجوهر القضية الوطنية، الى جانب أبناء القدس الشرقية المحتلة، وبشكل أقل المعاملة الرسمية العربية لفلسطيني الضفة والقطاع.. المقال فتح مسألة غاية في الحساسية السياسية، لكنها ايضا غاية في الضرورة الوطنية والقومية، وتساؤلات الراشد الاستهجانية، كان واجبا أن تجد لها صدى مباشرا لدى “المنظومة الرسمية الفلسطينية - بشقها السلطوي وأجهزته المختصة، وبشقها الفصائلي صاحبة الشعارات العامة”، دون أن يقوم كل من طرفي تلك المنظومة باسقاطاته الخاصة، من الكاتب ومواقفه وجنسيته، أو من الصحيفة ومالكيها.. تساؤلات الراشد، فتحت “جرحا” كان “التواطؤ المتفق عليه” هو سيد التعامل مع تلك المسألة الحساسة، لكنها ما لها أن تستمر بعد الآن، لأكثر من سبب، ولذا يستحق “الراشد” تقديرا سياسيا خاصا كونه أطلق رصاصته على “رأس التواطؤ المتفق عليه”، ولذا سيكون من الصعب الاستمرار في ذات الطريق..خاصة في ضوء التطورات السياسية التي تمر بها المنطقة والاقليم، والعلاقة مع دولة الكيان، التي لم تعد تقيم أي اعتبار حقيقي للدول العربية، التي قدمت كل ما يمكنها تقديمه من أجل “سلام شامل شبه عادل” وآخرها “مبادرة السلام العربية”، بما تضمنته من “تنازل تاريخي في بند اللاجئين عن قرار 194”.. ولذا بات واجبا وضرورة، اعادة البحث في تنظيم العلاقة الفلسطينية - العربية مع أبناء فلسطين 48 والقدس المحتلة، والبحث في التعامل مع المسألة بعيدا عن مبررات خادعة وكاذبة، سواء ما يسرده البعض بمسببات “امنية” أو “دوافع تطبيعية”، وهي مسببات تحمل اهانة سياسية لمن اختار المواجهة الخاصة مع المشروع الصهيوني.. وعليه، الخطوة الإولى يجب أن تأتي من “الرسمية الفلسطينية”، بأن تضع تصورا شاملا وكاملا لهذه القضية الحساسة والهامة، وكيفية فتح باب “التواصل” مع الأهل من فلسطين 48، وذلك بالتشاور والتنسيق مع “لجنة المتابعة العربية” التي تمثل “الإطار التمثيلي الشرعي لأبناء فلسطين 48”، ورئيسها القائد محمد بركة، وتلك مسألة لا يوجد بها تعقيد، لكن الأهم هو كسر “حلقة الغموض” في تحديد سبل وإطار تلك القضية الجوهرية”، خاصة وأن دولة الكيان العنصري تطارد “التواصل العربي مع أبناء الشعب الفلسطيني في 48 مطاردة ساخنة”..ولعل اعتقال القيادي والنائب السابق سعيد نفاع بتهمة التواصل مع دولة “عدو” تشكل حافزا لكسر “الحجر العربي الرسمي” على التواصل..  “الجواز الفلسطيني” يمثل واحدة من الحلول السحرية لتلك القضية، خاصة وأن فلسطين، باتت دولة معترف بها في الأمم المتحدة، ومع اعلانها فلسطينيا “بعد فك أسرها وتحريرها من معتقل الرئاسة الفلسطينية”، يمكنها التعامل بحرية أكثر، باعتبارها دولة “كل الفلسطينيين”، وتمنح جوازها لكل من هم فلسطينيين راغبين بجنسية وجواز دولتهم، وهو ما تقوم به دولة الكيان، حيث تمنح جوازها وجنسيتها لكل “يهودي” يرغب بذلك.. إن تطوير حالة “التواصل السياسي - الاجتماعي” مع فلسطيني 48، وعبر بوابة ممثل فلسطين الرسمي “منظمة ودولة” يمثل خطوة في منتهى الأهمية السياسية في المرحلة المقبلة، خاصة وأن دولة الكيان خارج أي حساب لبحث الاعتراف بدولة فلسطين وفقا لقرار الإمم المتحدة 19/ 67 لعام 2012، بل أنها ليست في وارد البحث في أي مسألة تتعلق بـالحل الأمريكي للقضية الفلسطينية، وفقا لرؤية “حل الدولتين”، بكل ما يحمله من حصار للدولة وفقا لقرار الأمم المتحدة.. مسألة “التواصل” مع فلسطيني 48، وعبر ممثلهم الشرعي - الرسمي، سيكون نقطة انطلاق جديدة في صياغة برنامج “المواجهة العربية” للكيان، سياسة ومشروعا وخطرا عدوانيا، كما أن الانطلاقة في هذه القضية ستكشف حقيقة الكيان وطبيعته عمليا، مع الرفض المنتظر، ما يمثل طريقا لفضح أحد أهم مظاهر الكيان العنصرية، والتي تختبئ خلف “جدران خاصة” مستندة الى دعم غربي أمريكي، ضمن “أكاذيب مخترعة”.. المسألة تحتاج وقفة جادة وحقيقية، ولو “صدقت النوايا لهانت السبل”! ضربة البداية يجب أن تكون من “المؤسسة الرسمية الفلسطينية”..وهو ما ننتظر! ملاحظة: د.صائب عريقات تحدث في مقابلة باللغة الانجليزية عن أنه يفكر بـ”الاستقالة”، ومع أنه الحكي ما عليه جمرك، كما يقال في بلادنا منذ الأزل، لكن من أجل “حسن اثبات حسن نواياه” ليستقل من “كبشة الألقاب” ويحتفظ بواحدة منها..وهيك بيكون وفى وكفى..وغيره بيكون “حكي الليل”..!