يعود نتنياهو إلى تفسير جديد لمعضلة الأقصى والقدس فيقول جديداً في نادي التقدم في واشنطن: والجديد هو: أنه لا حلَّ للقدس أو لجبل الهيكل في اطار الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. وهو لا يرى حلاً له إلا أن تبقى ضمن السيادة الإسرائيلية.
وهذه هي الطريق الوحيد لمنع انفجار مذهبي. ويجب حل هذه المشكلة قبل وصول الفلسطينيين إلى مفاوضات حل الدولتين.
ما قاله نتنياهو في المركز ليس أكثر من لعبة كلامية إعلامية سريعة الذوبان. فإسرائيل ضمت القدس الفلسطينية واعلنتها «عاصمة إسرائيل الأبدية» ومع القدس ضمت جبل الهيكل. فلماذا يجب أن يعترف الفلسطينيون بكل ذلك ليصلوا الى التفاوض.. وهم يفاوضون منذ عام 1993 دون أن يصلوا إلى نتيجة.
الأميركي العادي من المفروض أن يحتقر هذا النوع من مقارعة الكلام. فهو يطالب بسيادة أعلنها قبل أكثر من أربعين عاماً. واسماً يهودياً للحرم الشريف قبل قرن. فأي معنى لهذه المطالبة إلاّ إذا كان نتنياهو، وأميركا قبله، يعرف أن القدس ليست موحدة في ظلال جدران الفصل العنصري، وأن الحرم الشريف ليس تحت السيادة الإسرائيلية، طالما أن وضعه هذا الوضع؟.
والفلسطينيون لا يمكن أن يعترفوا بالسيادة الإسرائيلية على القدس - قدسهم - والحرم - حرمهم - لا لكي يفاوضوا، ولا لأي شيء آخر. وهم لن يعترفوا بسيادة إسرائيلية على حرم المسلمين، ولن يعترفوا بإسرائيل دولة يهودية.. إلا بعد خروجهم من جسم الاحتلال واعترافهم بحدود الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
كرش نتنياهو مملوء باللحم الأميركي فهو يتجشأ فلا شيء يمنع من كلامه السمج وحصوله على خمسين مليار دولار خلال عشر سنوات: منحة للتسلح، وليست قروضاً. والأهم أن المطلوب طائرات إف 35 التي لا ترصدها الرادارات، لكي تتفوق على الصواريخ الروسية A300 التي ستحصل عليها إيران.
فالهدف الاستراتيجي تجاوز التفوق الإسرائيلي العسكري على العرب كلهم.. ليشمل إيران أيضاً!!. وهذه من نعم القنابل الذرية الإيرانية، وجيش القدس الذي يقاتل الآن السوريين والعراقيين!!.