أخر الأخبار
حتى لا نبرر الإرهاب
حتى لا نبرر الإرهاب

علينا بعد كل هذا الحجم من الارهاب أن نتوقف عن اجتراح مبرراته: مرّة بالفقر والبطالة، ومرّة بالاحباط في ظل مجتمعات غير متوازنة، ومرّة بقضية فلسطين، ومرّة بالديكتاتورية وغياب الديمقراطية، فالنماذج الشائهة لقاطعي الرؤوس، وقادة الارهاب تدلنا على اناس عاشوا في بريطانيا ودرسوا في مدارسها، وهم ابناء الاغنياء البليونيرية، ولم يهتموا يوماً بحرية الناس وكراماتهم.
الارهاب، وهو اسلامي وبوذي ومسيحي وهندوسي هو وليد مدارس، ومؤلفات، وفهم آخر للأديان، وقناعات بان الدم وقطع الرؤوس هو الكافل لعظمة الأمة ونهوضها، وانتصارها على اعدائها، ولا شيء غير ذلك.
فقاتل المهاتما غاندي كان هندوسيا وليس مسلما، ولا انجليزياً، وبوخاس كان واحدا من الحواريين الاثني عشر فسلّم معلمه بثلاثين من الفضة، واكثر اناس عداوة للنبي الكريم عمه ابو لهب، وقاتل قيصر اقرب الناس اليه بروتوس، هؤلاء الارهابيون لم يكونوا فقراء او بلا عمل او من طبقات مضطهدة.
وارهابنا ليس بحاجة الى مبررات، وتحليلات عبقرية، فهو ولد في بيوت استبدلت دينها بمذهب متشنج، وموّلتها دول غنية، فمن هي القاعدة؟ ومن مولها في افغانستان والعراق؟ ومن هم الاخوان المسلمون وتفريخهم من جماعات الهجرة والقاعدة وبيت المقدس وداعش؟ فالتطرف غير قابل للبقاء حيث هو.. إنه الاسرع في التوالد والانشقاق والايغال في الدم والقتل، وعمير لم يقتل ياسر عرفات وإنما قتل رابين الصهيوني المتطرف.. صانع هزيمة حزيران.
جريمة بيروت، وتبعها بعد يوم واحد جريمة اكبر في فرنسا هي مدخل الحرب العالمية الثالثة التي وضع اصابعه عليها عبدالله الثاني.. القائد المفكر الرائد الذي لا يكذب أهله.