أخر الأخبار
الداخلية: الفتاتان المنتحرتان عانتا من ضغوطات نفسية
الداخلية: الفتاتان المنتحرتان عانتا من ضغوطات نفسية

عمان - الكاشف نيوز

كشف مدير البحث الجنائي قسيم الإبراهيمي تفاصيل "انتحار" الشقيقتين جمانة وثريا السلطي، مؤكداً أن لا شبهة جنائية في الحادث.
وقال الإبراهيمي خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس بمقر وزارة الداخلية، وبحضور وزير الداخلية، ومدير الأمن العام، ومدير الأمن الوقائي، ووزير الدولة لشؤون الإعلام إن "ثريا وجمانة كانتا تتعرضان لضغوط نفسية".
وروى الإبراهيمي أحداث القصة، قائلا إنه "في الساعة الثالثة والنصف بعد عصر يوم الجمعة، وردت أخبار إلى غرفة شرطة جنوب عمّان بوجود فتاتين تعرضتا للسقوط من فوق مبنى قيد الإنشاء مكون من ستة طوابق، في منطقة ضاحية الأمير علي بالجويدة".
وأضاف الإبراهيمي أنه "فور ورود الخبر تم التحرك إلى موقع الحادث من قبل البحث الجنائي، والمختبر الجنائي، والمدعي العام، والطب الشرعي، ليتبين أن ثريا السلطي (45 عاما) متوفاة، بينما كانت شقيتها جمانة (38 عاما) تصدر صوت شخير قبل أن تفارق الحياة في سيارة الإسعاف".
ونقل مدير البحث الجنائي أقوال الشهود الذين أخذت رواياتهم في قضية الشقيقتين السلطي.
حيث نقل على لسان خادمة فلبينية تعمل في منزل والد الشقيقتين حيث كانتا تقيمان، أنهما "في الساعة الثامنة صباحا غادرتا المنزل وتركتا أجهزتهما الخلوية، كما تفعلان في بعض الأحيان".
كما قالت والدة الشقيتين ريبكا غلاس (أمريكية الجنسية) إنه لا يوجد أي علاقة عدائية بين ابنتيهما وأي طرف آخر، وأنها لاحظت على ابنتها ثريا عدم استقرار، وعند سؤالها، امتعنت الأخيرة عن الإجابة.
وقال والد الفتاتين عامر السلطي إن ابنته ثريا مطلقة، ولديها طفلة تبلغ من العمر 12 عاما وتدعى راية، مشيرا إلى أنها عانت في الآونة الأخيرة من ضغوط نفسية، نتيجة لطبيعة عملها، حيث إنها المؤسس الفعلي لمؤسسة "إنجاز العرب" الأمريكية.
وأوضح السلطي أن ابنته جمانة متزوجة من شخص يوناني الجنسية يعمل في دبي، كاشفا عن وجود خلافات بين ابنته وزوجها بسبب ملكية منزل، وأضاف: "أبدت جمانة ندمها على ترك العمل في دبي، وأخبرتني أنها تشعر بوجود شخص يتابعها هنا".
وأرجع السلطي سبب تدهور حالته الصحية إلى تأثره بحالة ابنتيه النفسية، إلا أنه استبعد أن يقودهما الأمر إلى الانتحار.
وتظهر التسجيلات المصورة المأخوذة من كاميرات المراقبة في نادي "البشارات" للجولف الكائن خلف منتزه عمّان القومي، وصول الشقيقتين السلطي بسيارة من نوع هونداي "CRV" في الساعة 1:31 دقيقة مساء، حيث نزلت ثريا بمفردها ودخلت إلى النادي قبل خروجها في الساعة 1:47 مساء، فيما بقيت شقيقتها تنتظر في السيارة.
ومرة أخرى، عادت الشقيقتان إلى نادي الجولف في الساعة 2:10 مساء، ونزلت ثريا بمفردها أيضا، وفي الساعة 2:31 ظهرت ثريا في كاميرات التسجيل واتصلت عبر جوال شخص من المتواجدين في النادي بوالدتها في الساعة 2:38 مساء، قبل أن تغادر النادي في الساعة 2:42 مساء.
وقال أشرف نودي (مصري الجنسية) ويعمل في كافتيريا النادي، إنه شاهد ثريا مضطربة نفسيا على غير عادتها، كما بدا عليها علامات التوتر، وفق قوله.
وتطابقت رواية العامل المصري، مع رواية جوليا البشارات مديرة نادي الجولف، التي قالت إنها على معرفة جيدة بثريا، ولاحظت عليها علامات التوتر والاضطراب من خلال حديثها بالهاتف.
وعرض فيديو بثه الأمن العام خلال المؤتمر الصحفي شهادة المهندسة أسيل مرار والتي شاهدت الفتاتين من نافذة منزلها، حيث تسكن في المبنى المقابل للمنى الذي عُثر على جثة الشقيقتين السلطي فيه.
وقالت المهندسة مرار إنها "توقعت بالبداية أن تكون السيارة قادمة إلى منزلها حيث أنه المنزل الوحيد في تلك المنطقة، إلا أنها شاهدت فتاة تنزل وتصعد إلى أعلى المبنى، قبل أن تلحق بها فتاة أخرى مسرعة".
وأضافت: "تركت المكان بعد ذلك، ولم أشاهد أي شخص آخر في تلك المنطقة"، كما قال حارس مبنى قريب من المبنى المذكور (مصري الجنسية) إنه سمع صوت ارتطام شديد، وعند مجيئه إلى المكان عثر على فتاتين، واحدة منهما متوفاة لا تتحرك، والأخرى تتنفس ويخرج منها صوت شخير.
وقرأ مسؤول أمني خلال المؤتمر الصحفي نص رسالة عثرت بحوزة ثريا السلطي موجهة إلى والديها وابنتها، عبّرت خلالها على حبها الشديد لهم، وتمنياتها لابنتها بالتوفيق والطمأنينة، كما أخبرتهم بأن جميع الصور الشخصية لها موجودة على جهازيها الكمبيوتر.
ووفقا لرواية ناصر الشريقي المدير الفني لمستشفى الرشيد للطب النفسي فإن "الأدوية التي عثرت بحوزة الفتاتين هي مهدئات، تُستخدم للحد من الاكتئاب، والتوتر".
وأشار الشريقي إلى أن "الحالة النفسية التي كانت تعاني منها ثريا السلطي تؤدي بالكثير من المصابين بها إلى الانتحار".
وقال استشاري الطب الشرعي في وزارة الصحة، الدكتور منصور المعايطة رئيس اللجنة الطبية المختصة بتشريح الجثتين إن "جثة ثريا بدا عليها آثار كدمات وسحجات مختلفة في الوجه والجذع، والأطراف السفلية، بالإضافة إلى وجود كسر في الحوض، والصدر وقاع الجمجمة، ما أدى لنزيف داخلي تحت غشاء الدماغ".
وأوضح المعايطة أن حالة شقيقتها جمانة كانت مشابهة، بحيث تعرضت لكسور في الجمجمة، وأطراف القدمين، ما أدى إلى حدوث نزيف داخلي في الدماغ".