أخر الأخبار
دورات تعلمك الأمومة والتعامل مع الرجل
دورات تعلمك الأمومة والتعامل مع الرجل

عمان - الكاشف نيوز

بمجرد أن تقرري بدء حياة جديدة مع شريك حياتك تجدين نفسك أمام الكثير من المواقف التى لا تعلمين عنها شيئا، ولكن شيئا فشيئا تكتسبين الخبرة، وفى كثير من الأحيان تفشل العلاقة لنقص الخبرة فى التعامل مع الطرف الآخر، والدليل على ذلك ما أشارت إليه الدراسات من ارتفاع فى معدلات الطلاق حيث وصلت إلى 80% فى الثلاث سنوات الأولى من الزواج. وأغلب هذه الحالات تكون بسبب عدم قدرة الطرفين على فهم بعضهما البعض، وفى تجربة تقدمها مؤسسة «حياة» تسعى لتقديم دورات للشباب والفتيات المقبلين على الزواج لتأهيلهم للتعامل مع الطرف الآخر، وكيف يمكن أن يكونوا أسرة مستقرة وآمنة ولا تقتصر الدورات على فترة الخطوبة والتعامل مع الشريك بعد الزواج بل تستهدف الفترة الأهم وهى فترة الأمومة.

ويشرح أحمد عبد العظيم أحد المشرفين على الدورات أن الدورات يقدمها إخصائيون نفسيون ومتطوعون لهم خبرات حياتية وتشمل جميع الجوانب سواء النفسية والدينية والاقتصادية. ويهدف المشروع إلى تعريف الشباب والفتيات على العوامل التى يمكنهم الاستناد إليها فى اختيار شريك الحياة ومهارات احتواء المشكلات الزوجية ومبادئ الحوار الأسرى. ويضيف أنهم بالفعل لمسوا احتياج الشباب والفتيات لاكتساب مهارات التعامل مع الطرف الآخر، وبعد تدريبهم يقبلون على التطوع ليقدموا خبراتهم فى بناء حياة جديدة مع الشريك وتعريفهم أساسيات التعامل بين الزوجين وأبرز الحقوق والواجبات بين الزوجين.

ويؤكد عبد العظيم أن هناك تزايدا فى عدد المنضمين للدورات وهم من مختلف الفئات العمرية والحالات الاجتماعية سواء كانوا متزوجين أو مطلقين، ولا تقتصر على الفتيات فقط بل ينضم إليها شباب لكن عددهم قليل. وأكد أن الدورات تقدم دون مقابل مادى ومدة الدورة أسبوعان وأغلب من يشاركون يتواصلون مع المؤسسة بعد انتهاء الدورات ويحرصون على الوجود بالدورات الأخرى، خاصة أنها فرصة جيدة لتكوين شبكة علاقات اجتماعية وصداقات جديدة.

 

راحة نفسية وصداقات جديدة

اختلفت دوافع انضمام السيدات للدورة حسب أعمارهن وحالتهن الاجتماعية، ونعرض بعض آراء المتقدمات للتجربة ورأيهن فيها وكيف أثرت فى حياتهن فتقول سميرة العدلى – متزوجة وأم لطفلين – إنها انضمت للدورة لتتعلم كيف تتمكن من تنظيم وقتها بين زوجها وأطفالها وبالفعل أحدثت الدورات تأثيرا فى حياتها. وأوضحت سميرة أن الجلسات كانت فرصة جيدة للتواصل مع غيرها من السيدات ممن لديهن الظروف نفسها، حيث إن الخبرات الحياتية هى الأهم كما أن جلوسها مع سيدات أخريات جعلها تشعر بالراحة النفسية وأنها ليست الوحيدة التى تعانى الضغوط الحياتية اليومية وهذا انعكس على حياتها وتعاملها مع زوجها وأطفالها.

 

مدرسة للحياة

أما حلا محمد - طالبة ومخطوبة - فقالت إنها انضمت للدورة فى البداية كنوع من الفضول وعمل بحث فى كليتها لكنها اكتشفت أن خبراتها الحياتية محدودة بالفعل، وأنها استفادت منها بالفعل فى التعامل مع خطيبها. وأشارت إلى أن الدورة أتاحت لها كيفية فهم طبيعة الرجل وهذا قلل كثيرا من المشاكل مع خطيبها. وأكدت أنها ستحرص على استكمال الدورة حتى تساعدها فى بناء حياة أسرية ناجحة مع زوجها حيث إنها تقدم خبرات حياتية ونصائح للتعامل مع الزوج، وفيما بعد نصائح تمكنها من تربية أبنائها تربية سليمة وكيف يمكنها أن تنجح فى الوظيفتين معا كزوجة وكأم.

أما أمنية حمدى – مطلقة – فتقول إن الاستفادة من تجارب الآخرين والاستماع لها أمر ضرورى جدا، حيث إنها اكتشفت كثيرا من الأخطاء وقعت فيها مع زوجها السابق نتيجة عدم الخبرة ولولاها كان من الممكن الاستمرار فى الزواج. وتوضح أنها تعرفت على الدورات من إحدى صديقاتها بالنادى وبعد تجربتها رشحتها لصديقات أخريات واقتنعن جدا بالتجربة حيث وجدن فيها مدرسة للحياة – على حد وصفها – موضحة أن هناك عدة سلوكيات لا يضعها الزوجان فى الاعتبار فيقعان فريسة للخلافات والانفصال، وأهمها عدم الثقة والكتمان وعدم الاعتراف بالخطأ والمسئولية المشتركة.

ومن جانبه يؤكد الدكتور عبد الهادى عيسى – أستاذ الطب النفسى – على التأثير الإيجابى لتبادل الخبرات والحديث بين السيدات المتزوجات، لأنه يساعدهن على الاستفادة من تجارب بعضهن البعض وهذا يؤثر نفسيا على طريقة تعاملهن مع أزواجهن وأبنائهن. ويضرب مثلا بأن السيدات بعد فترة الولادة أغلبهن يعانين من حالة اكتئاب وغالبا ننصحهن بالجلوس مع أصدقائهن حتى لا يشعرن بالوحدة، وأن كل السيدات يعانين من صعوبة هذه الفترة وهو ما يؤكد التأثير الإيجابى لهذه الدورات على السيدات.

وفى النهاية لكى نبنى أى علاقة يجب أن يكون على أسس سليمة والاستفادة من تجارب من سبقونا أهم الطرق، وهو ما يجب أن نسعى لمعرفته للاستفاة من أخطاء الآخرين وعدم تكرارها فى حياتنا، فالكثير يظن أن لديه الخبرات الكافية، ولكن بالاطلاع على تجارب غيره يكتشف أن خبراته محدودة فى إطار معين وهو ما يجب أن نسعى إليه وهو الخروج من دائرتنا والاطلاع على خبرات غيرنا.