أخر الأخبار
الشباب في مواجهة الفكر المتطرف
الشباب في مواجهة الفكر المتطرف

يمثل الشباب نسبة عالية من المجتمعات المدنية المتقدمة، وفي حالتنا الاردنية يمثل الشباب حوالي 70% من المجتمع الاردني.
 وتقول بعض الاحصائيات غير الرسمية ان حوالي اربعة الآف شخص التحقوا بالتنظيمات الارهابية المتطرفة في سوريا والعراق مما يضع الاردن في المرتبة الثانية للملتحقين بهذه التنظيمات بعد تونس.
فماذا فعلنا لنحصن ابناءنا من هذا الخطر؟
الحقيقة ان الرقم المذكور مخيف جدا، وعلى علماء الدين ومنظري الفلسفة الاجتماعية وأطباء علم النفس أن يشرحوا لنا عن كيفية التحاق هؤلاء بالفكر المتطرف خاصة ان البيئة الاردنية بيئة معتدلة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
لا تقولوا لنا ان الفقر والبطالة هما السبب لأن ذلك غير صحيح فما الذي يدفع بشبان وشابات عاشوا في مجتمعات متقدمة مثل أوروبا ، ولم يعانوا الاضطهاد السياسي ولا الحجر على الفكر، للالتحاق بهذه التنظيمات في سوريا والعراق، او الاقدام على تفجير انفسهم في مجتمعات احتضنهم هم وأباؤهم مثلما حدث في فرنسا من عمليات ارهابية بعض قادتها عاشوا في فرنسا وبلجيكا.
الحقيقة انه يجب اجراء مراجعة شاملة لنمط التعلم في المجتمعات العربية ، اقلها اجادة وضع المناهج التربوية والابتعاد بها عن الغلو والتطرف وهذا ما تقوم به وزارة التربية والتعليم الاردنية ، علما بأن مناهج التربية عندنا وعلى مدى عشرات السنوات لم تحتو على اية افكار من شأنها الدعوة للتكفير والتطرف واذا وجد ثمة شيء في أي منهاج فهنالك رقابة صارمة عليها من لجان نكن لها كل الاحترام وهي على درجة عالية من الوعي الديني.
المسألة الاخرى هي هذا الكم من المساجد التي لا يوجد بها ائمة وخدم وبحصيلة غير رسمية فهنالك أكثر من 3 الاف مسجد لا يوجد بها خطباء او ائمة ويعتلي منبرها من هم أقل تعليما وفكراً ودنياً ويبثون سمومهم وفتاويهم غير المعقولة على الناس.
وقد استمعت، مؤخرا، لأحد وزراء الاوقاف السابقين يدعو الى اعادة النظر في ترخيص وانشاء المساجد لغاية تنظيمها بشكل يمكن السيطرة عليها لصالح ايجاد من يقوم على خدمتها من ائمة وخطباء ودعادة.
ولا بأس من تنظيم ذلك والطلب من المحسنين ، ولهم اجرهم في ذلك ، التوجه لانشاء المراكز الاجتماعية والمراكز الثقافية الاسلامية التي تحض على الفكر المعتدل واقامة الامسيات والنقاشات فيها بحيث تؤهل الشباب لمواجهة الفكر المتطرف.
ثمة جهود فكرية ودينية قائمة الآن كمشاريع لوضع خطة تمكن الشباب، وتحصنهم ، في مواجهة الفكر المتطرف ومنها اللجنة التوجيهية لمواجهة الفكر المتطرف برئاسة د.عبدالسلام العبادي وتعمل ضمن مظلة صندوق دعم البحث العلمي وسيكون لها نشاطات قريبة تتضمن ابحاثا وتصورات لمواجهة الفكر المتطرف ، نرجو لها النجاح. لكن السؤال المعلق سيبقى قائما: كيف نواجه خطر المتطرفين بالعلم والحكمة والمنافسة والمجادلة والافحام واشراك الشباب في ذلك ؟