أخر الأخبار
إطالة العمر.. بين الواقع والمتوقع
إطالة العمر.. بين الواقع والمتوقع

تشارلز بلو

تتعرض الولايات المتحدة - والعالم - لوطأة ضغوط تقدم عمر السكان، وهذا الضغط يتوقع أن يزداد.

كان متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة في بداية القرن العشرين 50 عاما تقريبا. وبحسب مكتب الإحصاء العام في الولايات المتحدة، ارتفع إلى أكثر من 78 عاما. ويتوقع بحلول عام 2050 أن يتجاوز أكثر من 80 عاما. بينما يتوقع آخرون أن يرتفع العمر المتوقع إلى ما هو أكبر من ذلك.

ويقدر تقرير عام 2009 الذي أعدته شبكة أبحاث ماك آرثر حول مجتمع الشيخوخة أنه بحلول عام 2050 «يتوقع أن يرتفع متوسط العمر المتوقع للإناث إلى ما بين 89.2 - 93.3 عام و83.2 - 85.9 عام للذكور».

وقال غاي أولشانسكي، أحد معدي الدراسة، وهو أستاذ في كلية الصحة العامة في جامعة إلينوي، بولاية شيكاغو، في ذلك الوقت: «ستكون الآثار الاقتصادية على الاقتصاد الأميركي ضخمة. ونتوقع أن ننفق ما بين 3.2 إلى 8.3 تريليون دولار أكثر مما هو متوقع حاليا». كما توقع مكتب الإحصاء أن تتضاعف أعداد الأميركيين فوق سن الخامسة والستين بحلول عام 2060.

وهذا الهرم السكاني المكتظ في قمته ربما يصبح فقط أكثر تشوها. وقد نشرت دراسة عام 2009 في مجلة «لانست تشير» إلى أن أكثر من نصف السكان الذين ولدوا عام 2000 في الدول ذات المتوسط العمري المتوقع الأعلى أن يعيشوا لما بعد المائة.

كل هذا يثير أسئلة اقتصادية وأخلاقية خادعة بشأن كيفية حياة المجتمع وازدهاره عندما يتخطى الكثيرون من مواطنيه ما ندركه في الوقت الراهن كسن العمل والعيش لفترة أطول في خريف العمر، عندما تدمر الأمراض المخ والجسم والأفراد أكثر اعتمادا على الآخرين منهم اعتمادا على أنفسهم.

فكر، على سبيل المثال، في المناقشات المستعرة التي نجريها الآن حول الاستحقاقات في ضوء شيخوخة السكان بسرعة. كيف يمكن دعمهم؟ هل باستطاعتهم البقاء على قيد الحياة في الوقت الراهن بكامل قوتهم؟

فكر في مشكلات التقاعد التي تعاني منها مدن مثل ديترويت، وهل ستصبح مسؤوليات التقاعد أكثر اضطرابا مع تقدم المزيد من الأفراد في العمر؟

إذا كنت قد أحسست بمشاعر الأميركيين الذين عاشوا لفترة أطول، فقد أصدر مركز أبحاث بيو تقريرا يوم الثلاثاء الماضي بعنوان «الحياة حتى سن 120 وما بعدها: وجهة نظر الأميركيين حول الشيخوخة والتقدم الصحي وطول العمر المتوقع». لم يسمع غالبية الأميركيين عن إطالة العمر، لكن كما يقول التقرير، هناك إمكانية - التي أثارها العلماء وأخلاقيات علم الحياة وخبراء آخرون - أن يؤدي التقدم في علم التكنولوجيا الحيوية والمجالات الأخرى إلى تباطؤ أو تحول الساعة البيولوجية والسماح للكثير من الأفراد بالعيش إلى سن 120 عاما وما بعدها. وعندما سئلوا عما إذا كانوا يريدون العيش حتى سن 120 عاما، قال غالبية الأميركيين لا، لكن غالبيتهم قالوا إن حياتهم المثالية تمتد بين سن 79 وسن 100، وهو أعلى من متوسط العمر المتوقع الحالي.

واعتقد نصفهم أن الأدوية التي تؤدي إلى إطالة عمر الأفراد حتى 120 عاما ستشكل ضررا على المجتمع، فيما رأى 4 من بين كل 10 أن ذلك سيكون جيدا. وأعرب الثلثان عن اعتقادهم أن العلاجات التي ستطيل العمر ستشكل ضغطا على الموارد الطبيعية. وأشار التقرير إلى أن طول العمر يمكن أن يكون له تأثير حقيقي على العلاقات والبنية الأسرية، متسائلا كيف ومتى سيفكر الأفراد في الزواج وإنجاب الأطفال والعناية بالكبار.