أخر الأخبار
لا تحالف واحداً ضد داعش
لا تحالف واحداً ضد داعش

هاجمت الصحافة الفرنسية بشدة اسقاط الطيران التركي للطائرة الروسية، واعتبرته تخريباً مقصوداً للتحالف الدولي لمصلحة الدولة الإسلامية . ولم توفر «لوموند» بعض الدول العربية التي سمّتها بالاسم باعتبارها غير صديقة لفرنسا: فإذا كان اصدقاؤك هؤلاء فما حاجتك الى الأعداء! .
وقد ابرزت هذه الصحف أيضاً تراخي الولايات المتحدة، ولهجتها التصالحية، في حين أبرزت خبر تدمير الطيران الحربي الروسي لقافلة من مئات الشاحنات التركية التي كانت تنقل «نفط داعش» الى تركيا، التي تموّلها بهذه الطريقة.
وحادث الطائرة (الطائرتين) الروسيتين كان مفاجئاً ولهذا كانت ردة الفعل من موسكو حادة، الى حد ان المجتمع الدولي تحسب كثيرا للنتائج. الا ان الموقف الاميركي الفاتر، وردة الفعل الاكثر فتورا للحلف الأطلسي ستساعد في تبريد الحادث، ووضعه خارج التحالفات. فالواضح الآن أن خطة أوباما في احتواء الروس والإيرانيين إلى التحالف الغربي في مواجهة داعش وجعله تحالفا واحدا يشمل العراق ولبنان على حساب نظام الاسد، وعلى حساب لبنان ايضا. وعادت الاحلاف كما كانت: حلف غربي لا يرضي فرنسا ودول الخليج، وحلف موسكو – طهران. واطراف مؤثرة بين بين كالأردن ومصر وعُمان! .
تركيا كانت تلعب دورا لم تكن الولايات المتحدة تحتمله هو فتح حدودها لداعش، واصرارها على ضرب اكراد سوريا باعتبارهم.. داعش!!. وكانت حساباتها اقتصادية بحتة سواء في شرائها النفط المسروق ودفع ثمنه لداعش، او في تسهيل تنقل المتطوعة من اوروبا والعالم العربي.. وهم ارهابيون خطرون على سوريا والعراق كما هم خطرون على اوروبا والعرب والروس. وفي الفترة الاخيرة سحبت واشنطن بطاريات صواريخ الباتريوت من تركيا، واجبرت حكومة أردوغان على اغلاق الجزء الموازي للجيب الكردي من حدودها. ورقابة مشددة على 85كيلومتر تقابل ادلب وجسر الشغور وجبال الاكراد حيث ترابط قوات الجيش السوري الحر.
والظاهر الآن أن حادث الطائرة الروسية سيعصف بالترتيبات التي وصلت اليها واشنطن. واذا سمعنا ان الجيش الحر بدأ يستعمل قاذفات صواريخ ستينجر ارض - جو، فذلك مؤشر بعد صواريخ تاو، على ان واشنطن وحلفاءها العرب مستعدون للتصعيد العسكري داخل سوريا، ومستعدون للتضييق على حكومة العبادي لتكون اقل التزاماً بطهران واكثر استجابة للقوى السُنيّة. فحكومة بغداد مفلسة والسطو على خزانتها ليس من السهل ايقافه، وطهران تتراجع لانها بحاجة الى فك الحصارات الاقتصادية عليها، من جانب واشنطن، والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وضع المنطقة اشبه بالحصان الجامح، راكبه أكثر خوفاً من صاحبه.. والذكي هو الذي لا يركب الحصان ولا يقتنيه.