الرئيس باراك أوباما يدعم الرئيس الفرنسي هولاند في حربه على الإرهاب، تصريحات أوباما أول أمس في واشنطن كانت كافيه لتظهر نجاح الرئيس الفرنسي في كسب الـتأييد الدولي مع فرنسا بعد مذبحتها الأخيرة التي ايقضت أوروبا من جديد، لكنه تنسيق اختطفته أضواء سقوط طائرة روسية بنيران تركية. أوباما وإن كان تأخر في رد الفعل، لكنه اليوم وبعد نقد مباشر له على تأخره وعدم قدرته على الحسم من قبل فيلسوف الثورات والربيع العربي برنار ليفي يلبي النداء وتبدو استجابته أفضل، ويقرر مع هولاند أن حرب داعش وحسمها مسألة مصيرية، كما أنه يدعم تركيا ويؤيدها في حقها بالدفاع عن نفسها، ولكن مع التعقل مع روسيا تجنبا لحرب أخرى، يجب أن لا يدخل بها حلف الناتو. كان برنار هنري ليفي الذي الح على ساركوزي والقادة الغرب بضرورة الحسم في ليبيا والإطاحة بالرئيس القذافي قد وجه بعد اعتداءات باريس نقداً مباشراً للرئيس باراك أوباما، وكان يومها قد عاد للتو من معركة جبل سنجار التي حررت فيها قوى البيشمركة الجبل من سيطرة داعش، هناك كان ليفي يرى أن السهل الغربي من العراق يجب أن يستقر لكن لابدّ من خلط الأوراق من جديد. ولابدّ من اعادة تشكيل التحالف الذي ضرب ليبيبا بصيغة جديدة في سوريا بذريعة غزوة باريس. فكان له ما أراد في ضوء حركة الرئيس أوباما الأخير أول أمس حين استقبل الرئيس هولاند في البيت الأبيض. أعلان الرئيسان الأمريكي باراك اوباما والفرنسي فرانسوا هولاند أول من أمس يحقق الاستجابة لنداء ليفي السابق عبر شبكة cnn والذي قال فيه:»إذا لم نفز بالحرب في العراق وسوريا فسيكون هناك حروب في نيويورك وباريس، إذا لم نقم بإرسال قوات إلى الأرض لخوض المعركة هناك دماء على الأرض في باريس ونيويورك...». حرب مطلوبة من أمريكا وفرنسا، لخلط الأوراق من جديد، ونقد مباشر لأوباما كي يترك إرثاً يستحق أن يُذكر بعده في قائمة رؤساء الولايات المتحدة فقال ليفي:» إذا كان السيد أوباما يرغب في ترك إرث جيد وأن يغادر منصبه وقد حقق نجاحا أخلاقيا حقيقيا فعليه تقديم المساعدة ولعب دور بإلحاق الهزيمة بداعش..» صحيح أن جهود أوباما وهولاند المشتركة قد تتأثر بالتصعيد التركي الروسي، لكنها قد تعمل على تجاوز الامر بسرعة ذلك أن تركيا أسقط لها طائرة في الأراضي السورية سابقاً، وهذا ما يجعل الأزمة عابرة في حال كانت روسيا قادرة على التخلص من آثارها، لكن ماذا لو تكرر مشهد عرض قتل الجنود الروس وماذا لو وقع أسرى روس بيد فصائل سورية مقاتلة؟ هل تتكرر مقولات «الطعنة المباغتة». هنا لن يكون الحديث عن طعن في الظهر كما عبر بوتين عن تصرف تركيا، ولن يكون الحديث عن دولة تتعاون مع الارهابيين، بل سيكون على بوتين التفاوض مع الارهابيين لانقاذ جنوده وليس دعم الأسد في البقاء. وفي المحصلة تعقيد الصراع في سوريا وتدويله.