اليوم سأتجرد هنا تماما من الميول الفكرية والتنظيمية وسألتزم بمنهج الحيادية وفق القراءة الواقعية للحالة السياسية المحلية والعربية على حد سواء
فالعنوان لمقالنا هذا يعطى دلالات ومؤشرات مختلفة الجوانب والاتجاهات لصناعة القرار الفلسطيني ومن يمتلك عنوان الفكرة وزمام المبادرة الوطنية للخروج من الدائرة المغلقة التي نعيشها ساسة وجماهير في آن واحد.
فالمطلع على مبادرات محمد دحلان منذ انطلاقتها قبل أشهر والتي منها حسب تسميتى لها مبادرة الخروج من عنق الزجاجة لمكونات العمل الوطني الفلسطيني على مختلف توجهاته ومشاربه الفكرية والأيدلوجية من خلال طرح دحلان مبادرة لم الشمل والبيت الفتحاوي نحو القاسم المشترك وتوحيد كل مكونات وفئات المجتمع الفلسطيني وتجسيد حالة الوحدة الوطنية والمجتمعية وإنهاء الانقسام السياسي البغيض الذي يفرض بضلاله السوداء الواقع المأساوي المعاش في شطري الوطن الممزق والمنهك بفعل الانقسام والاحتلال.
وكذلك مرورا بالإعلان عن انعقاد دورة المجلس الوطني الفلسطيني وما حدث على صعيد تأجيله وفق الرؤية الوطنية الموحدة والذي كان لمحمد دحلان الدور البارز في ذلك عبر مبادرته التأسيسية لواقع المجلس الوطني الفلسطيني القادم و فكرة إعلان الدولة عبر التخلص من أوسلو وتبعاتها الذي يستفيد منها الاحتلال لا غير.
و ماهية دور منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل دوائرها واستنهاض الواقع المناط بها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وأيضا مبادرات دحلان حول حقوق اللاجئين الفلسطينيين والعمل على كافة الصعد والمستويات من أجل تعزيز مكانة اللاجئ الفلسطيني من خلال المطالبة بحقوقه الوطنية والمعيشية وعدم تهرب الجهات المختصة من المسؤوليات الملقاة على عاتقها نحو قضايا اللاجئين الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم .
وكذلك نستحضر تأييد ومباركة فصائل العمل الوطني والإسلامي وقادتها لمبادرات دحلان ووصفها بالقاسم المشترك عبر مضمون ومفهوم تصريحاتهم السياسية بدءا من المبادرة الأولى وصولا بتقديم رؤية لأصحاب الشأن في فتح معبر رفح البري وإنهاء معاناة البسطاء المحرومين في قطاع غزة جراء الانقسام وتواصل انقطاع التيار الكهربائي و انهيار كافة مناحي الحياة اليومية التي يعايش واقعها المواطن والإنسان الفلسطيني البسيط في غزة .
وتفعيل دور المؤسسات الحقوقية والإنسانية والحقوقية والتحام أبناء شعبنا مع قضية المعتقلين خلف قبضان الاحتلال من خلال الفعاليات ذات الصلة والتي كان آخرها أمام مقر الصليب الأحمر بغزة.
ومن الجدير ذكره بان اليوم الثلاثاء هو يوم حملة التبرع بالدم لصالح صرخة القدس ووفاء لأهلنا بالقدس المحتلة والضفة الغربية والتي دعت لها القوى الوطنية والإسلامية في بيانها الصحفي بالأمس والذي قد دعا لها دحلان قبل شهر عبر صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي لحملة التبرع بالدم نصرة لصرخة القدس وتجسيدا عمليا لوحدة الدم والهدف والمصير مع أهلنا بالقدس المحتلة والضفة الغربية.
والتي نفذت تلك الحملة بجهود خيرة من أبناء شعبنا في كافة محافظات و أقاليم قطاع غزة..
وهنا تأتي مصداقية ما ذكرت مسبقاً من خلال الشواهد والبراهين بان كريزما دحلان ذو الحنكة العرفاتية مستوحاة من رؤية شمولية وميدانية للواقع الفلسطيني بكل تفاصيله بدءا من حلم الفقراء والبسطاء وصولا لرؤية الزعماء.
وفي خضم المعترك السياسي وحالة المد والجزر التي تشهدها الساحة الفلسطينية و حركتنا الرائدة فتح ومطالبة دحلان المستمرة من صاحب الشأن بالعمل على إعادة اللحمة الفتحاوية حتى تكون بمثابة نقطة انطلاق بالاتجاه الصحيح والسليم نحو استنهاض الواقع التنظيمي عبر المؤتمر السابع المرجو انعقاده بعد أشهر قليلة و المقدرة على إنهاء الانقسام السياسي البغيض.
واعتقد جازما وضمن مفهوم الحيادية المهنية والتنظيمية بأن شخصية دحلان ومبادراته وعمق التفكير الإيجابي لشخصه جعلت منه رقماً لا يقبل القسمة وقاسما مشتركاً للحالة السياسية المحلية وشريك أساسي ببناء أسسها ومفاهيمها من أجل الوصول بالقضية الفلسطينية إلى كافة المحافل السياسية دون استثناء.
ولهذا هنا يبقى دحلان عنوان للفكرة وصمام أمان وحلم الفقراء والبسطاء ورؤية الزعماء.