بأي صفةٍ أو حقٍّ يطلق مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية المدعو حسين أمير اللهيان تصريحاً يعترض فيه, بصيغة التحذير والتهديد والوعيد, على عقد الاجتماعات التي تُعقد والتي ستعقد في الأردن والسعودية حول الشأن السوري والأزمة السورية ويعتبرها «إجراءات» متسرعة وتحرف جهود «فينا» السياسية عن مسارها الطبيعي: التي تعد فرصة مناسبة لمكافحة الإرهاب ومتابعة المسيرة الدبلوماسية «التي يسعى البعض للإخلال بها بإجراءات خارج الاتفاق» !!
إنَّ هذا الذي قاله اللهيان يدل ويؤكد أن إيران باتت تتصرف, ليس منذ انفجار الأزمة السورية وإنما منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 ,على أنها الآمر الناهي في هذه الدولة العربية بعدما غدت ملحقةً بدولة الولي الفقيه, ولهذا فإن مساعد وزير الخارجية الإيراني يقول هذا الذي قاله وهو مطمئن إلى أن «الأخوان» في بغداد لن يرفعوا حواجبهم اعتراضاً على ما قاله .
قبل أيام واعتراضاً على اعتراض بعض المسؤولين العراقيين الخجول على اجتياح مئات ألوف الإيرانيين, وهناك من يقول بل الملايين للحدود العراقية مع إيران حتى بدون جوازات سفر ولا وثائق شخصية أطلقت جنرال إيراني اسمه عطا الله صالحي تصريحاً استفزازياً قال فيه: «ليس من حق العراق منع الإيرانيين من دخول أراضيه لأنه بالأساس أرض أجدادنا ونحن أحق فيه لذا يتوجب على العراقيين معرفة هذا الحق وتجنب مجاراة الأمة الإيرانية» !!
هناك مثل عربيٌّ وليس إيرانياً يقول: «خذوا أسرارهم من صغارهم» لكن الحقيقة هي أنَّ هذه الادعاءات لم تعد أسراراً منذ أنْ أهدى بول بريمر العراق لإيران فقد سمعنا تصريحات إيرانية متلاحقة وعلى أعلى المستويات تتحدث عن أن بغداد هي عاصمة الدولة الساسانية وتتحدث عن العودة إلى «إيوان كسرى» الذي كان عنوان الاستعمار الفارسي القديم لهذه الأرض العربية التي عادت إلى عروبتها بعد معركة القادسية التاريخية العظيمة التي حملت إلى الفرس الإسلام العظيم وخلصتهم من عبادة النيران والشياطين !!
وهنا فإن ما لم يدركه البعض هو أن إيران قد «ابتلعت» العراق بالفعل وأنها هي من يعطل القضاء على تنظيم «داعش» إن في بلاد الرافدين وإنْ في سوريا لأنها تريد ذريعة لاعتبار كل الذين لا ينضوون تحت جناحها «إرهابيين» ثم وإن ما لم يدركه البعض أيضاً هو أن «القطر العربي السوري» أصبح في جوف الولي الفقيه وأن الاحتلال الروسي لهذا الدولة العربية يأتي في إطار تثبيتها كتابع وكملحق لـ «الإمبراطورية الفارسية» الزاحفة .
والآن فإن ما قاله وزير الخارجية الأميركي جون كيري حول ضرورة تعاون «المعارضة السورية المسلحة» مع الجيش السوري حتى مع بقاء بشار الأسد على رأس هذا النظام يدل على أن هناك مؤامرة «بريمرية» جديدة وأن باراك أوباما يسعى لاستكمال ما فعله جورج بوش الابن في العراق بإلحاق سوريا نهائياً بإيران وهذا إنْ هو حصل, والظاهر أنه سيحصل, إن بقي بعض العرب يختبؤون وراء أصابع أيديهم لتجنب رؤية الحقائق المؤلمة فإن دولة الولي الفقيه ستصبح قدر هذه المنطقة العربية التي يجب أن تبقى عربية وفاءً لـ «القادسية» العظيمة.. ولـ «اليرموك» ولأضرحة الشهداء في مؤتة وفي غور الأردن وبلاد الشام كلهـا .