غير معروف بمن سيستعين الرئيس الأميركي باراك أوباما لتدمير «داعش» طالما أنه أكد في خطابه الأخير على أنه لن يستخدم أي قوات برية لهذه المهمة وطالما أنه كان قال وقال غيره مراراً وتكراراً أنه من غير الممكن الانتصار على هذا التنظيم الإرهابي, الذي تضاعفت جرائمه في الآونة الأخيرة, بالقصف الجوي الذي تواصل ولم يتوقف منذ أن تم تشكيل: «التحالف الدولي» ولكن بدون أي تأثير «جوهريٍّ» أو أساسيٍّ على هذا التنظيم الذي ثبت أنه عابرٌ للقارات.. بعد ضربة باريس الموجعة وبعد ضربة كاليفورنيا الأخيرة في الولايات المتحدة .
والواضح أن أوباما, الذي أعلن عن خطط عسكرية أشرف على إعدادها ومتابعة تنفيذها ضباط وخبراء أميركيون, يراهن على قوات عربية لحسم هذه المعركة في النهاية لكنه لم يوضح من أي دولة أو دول ستكون هذه القوات مما يفتح المجال للتكهن وللاعتقاد بأن المقصود قد يكون جيش بشار الأسد طالما أنَّ هناك متغيرات في مواقف بعض الدول المعنية في هذا المجال وطالما أن هناك إصرارًا إيرانياً وروسياً على أنه ليس لهذه المهمة إلَّا «الجيش العربي السوري» الذي يعرف الإيرانيون والروس حقائق الأمور بالنسبة لهذا الجيش ويعرفون أنه لولا تدخل إيران وتدخل روسيا لأصبح هذا الرئيس السوري في «خبر كان» منذ فترة بعيدة!!
إنه لا يمكن الاعتماد على هذا الجيش الذي أُستنْزف «حتى العظم», كما يقال, في الخمسة أعوام الماضية والشاهد على هذا أن مستشار الولي الفقيه علي ولايتي كان قد قال قبل أيام, وعلى رؤوس الأشهاد, أنه لولا إيران لسقط نظام بشار الأسد في فترة سابقة مبكرة وهذا كان قاله حسن نصر الله الذي لم يتردد في أن يعلن أنه لو لم يتدخل حزبه, أي حزب الله, لكان سقط هذا النظام خلال ثلاث ساعات فقط !!
إنَّ هذا هو واقع الحال بالنسبة لبشار الأسد وجيشه ولذلك فإنه على أوباما أن يُفتش عن غير هذا الجيش الذي أصبح في حقيقة الأمر بقايا جيش بعد تراجع أعداده إلى أكثر من الثلثين وبعدما أصيب بداء إنهيار المعنويات مبكراً وانسحب من أكثر من ثلاثة أرباع الأراضي السورية بدون أيِّ قتال.. لا أمام «داعش» ولا أمام الجيش الحر وفصائل المعارضة المعتدلة ولذلك فإنه لا بد من التساؤل: على من يراهن الرئيس الأميركي يا تُرى ؟ هل على جيش حيدر العبادي.. أم على أحد الجيوش العربية المحترفة الذي لا يمكن أن يقبل المسؤولون الفعليون عنه بإقحامه في هكذا مواجهة ما دام أن أميركا بكل إمكانياتها وبكل اقتدار جيشها أحجمت سلفاً عن خوض معركة كهذه المعركة .
إننا نتمنى أن يستطيع الرئيس باراك أوباما أن يدمِّر بخبرائه ومخططاتهم وببعض وحدات جيشه «الخاصة» وبالقصف الجوي المكثف أيضاً هذا التنظيم الإرهابي «داعش» ويخلصنا ويخلص العالم من جرائمه وشروره لكن هذه الأمنية تحتاج إلى «جديِّة» أميركية وإذْ أن هناك إجماعاً على أنه بدون قوات على الأرض «BOOTS ON THE CROUNDS» لا يمكن حسم معركة كهذه المعركة التي هي مع «انتحاريين» ومع مجموعات مُنتشرة بين السكان إن في الرمادي وإن في الموصل.. وإن في الرقة.. ودير الزور وحيث يحتاج «تطهير» هذه المدن إلى قوات برية تتقدم على الأرض شبراً بعد شبر وخطوة بعد خطوة .
ثم وإنه يجب تذكير أوباما بأنه هو صاحب مقولة: «إن الأسد وداعش وجهان لعملة واحدة» وإنه لا يمكن التخلص من هذا التنظيم الإرهابي ما لم يتم التخلص أولاً من هذا النظام الذي لا مصلحة له في القضاء على من يسمي نفسه: الدولة الإسلامية في العراق والشام» لأن بقاءه, أي بقاء هذا التنظيم, بقاء له وبقاء لإيران في بلاد الرافدين وفي سورية وأيضاً بقاء لهذا الاحتلال العسكري الروسي في هذا البلد العربي الذي أوصله من حكموه لنحو خمسين عاماً إلى هذه الأوضاع المأساوية التي وصل إليها .