أخر الأخبار
إسرائيل توسع دائرة الاعدامات ضد الفلسطينيين لوقف الهبة
إسرائيل توسع دائرة الاعدامات ضد الفلسطينيين لوقف الهبة

"القدس - الكاشف نيوز : هجوم بسكين قرب البلدة القديمة: إصابة إسرائيلي ومقتل المهاجم بالرصاص"، أصبحت هذه النوعية من الأخبار العاجلة التي ترد في نشرات الأخبار مألوفة في الاراضي الفلسطينية.

وفي آخر رسالة نصية وصلت اول امس الأربعاء جاء التالي: "هجوم بسكين: إصابة اثنين أحدهما إصابته طفيفة ومقتل المهاجم بالرصاص".

ومنذ بدأت الهبة الشعبية مطلع تشرين اول الماضي استشهد 118 فلسطينيا برصاص جنود الاحتلال والمستوطنين وقتل 20 اسرائيليا في عمليات طعن ودهس بسيارات.

وتعتبر اوساط اسرائيلية هذه الموجة من المواجهات "الأسوأ" التي يشهدها كثير من الإسرائيليين منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انتهت قبل عشر سنوات.

وقالت رويترز في تقرير لها "في هذه المرة وبينما تُصعب إجراءات الأمن الحصول على أسلحة نارية يعتمد المهاجمون على السكاكين وغيرها من الأسلحة البيضاء".

وتقول اجهزة الأمن الإسرائيلية إن اكثر من 200 إسرائيلي أصيبوا ولحقت بكثير منهم جروح خطيرة.

واستشهد على أيدي جنود من الجيش أو الشرطة أو مستوطنين في أعقاب الهجمات أو للاشتباه في أنهم على وشك الإقدام على تنفيذ هجوم أو في أعمال عنف متصلة.

ونتيجة للتفاوت بين أعداد القتلى من الجانبين وإعلان وزارة الصحة الفلسطينية أن اكثر من 13500 فلسطيني أصيبوا اتهمت جماعات حقوقية وجهات أخرى إسرائيل باستخدام القوة المفرطة لإخماد الاضطرابات.

وعبرت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عن القلق، وقالت إنها بينما تعترف بـ"حق إسرائيل في الدفاع عن النفس" فإن ضبط النفس "ضروري لضمان الا يتصاعد العنف اكثر من ذلك".

وفي 21 اكتوبر/ تشرين الأول بعيد دعوة رئيس بلدية الاحتلال في القدس الإسرائيليين الذين لديهم تراخيص سلاح الى حمل أسلحتهم حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من اقتصاص المدنيين من المهاجمين.

وقال "ندعو الجميع الى ضبط النفس والعزوف عن أي نوع من الاعتماد على النفس فيما يتعلق بالعنف".

واجه كيري انتقادات لتصريحاته في إسرائيل وقال معلقون إنه يتهاون مع الإرهاب. لكن منذ ذلك الحين ذهبت السويد الى ما هو أبعد من ذلك فأشارت وزيرة الخارجية مارجوت والستروم الى "إعدامات بدون محاكمة".

وبينما قال مكتبها إن تعليقاتها أمام البرلمان السويدي الأسبوع الماضي أسيء فهمها وجرى "التضخيم من شأنها" تحدثت والستروم عن التناقض الذي تراه بين أعداد الفلسطينيين والإسرائيليين الذين قتلوا.

وجاء في نسخة من تصريحاتها "هذا ما أقوله في مواقف أخرى حين يسفر رد الفعل عن إعدامات بلا محاكمة أو يكون غير متناسب بحيث يتجاوز من قتلوا على هذا الجانب العدد الأصلي للوفيات بعدة مرات."

واتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الفور بنظيره السويدي ليشكو له متهما والستروم بالكيل بمكيالين لأنها لم تدل بتعليقات مماثلة عن رد الفعل على الهجمات التي وقعت في باريس أو سان برناردينو.

وقال "هذه هي المرة الثانية التي تشير فيها الى إسرائيل وتقول أشياء غير مقبولة بالنسبة لنا وغير حقيقية."

عدد مرتفع من القتلى

في إسرائيل التي واجهت حروبا وانتفاضات عبر تاريخها الذي يبلغ 67 عاما والتي يؤدي غالبية مواطنيها الخدمة العسكرية ومن المألوف أن ترى الناس يحملون أسلحة، تقابل أي إشارة الى استخدام القوة المفرطة برفض قاطع.

وعند عقد المقارنات مع هجوم في لندن حيث طعن رجل ثلاثة أشخاص في محطة لمترو الأنفاق الأسبوع الماضي وسيطرت عليه الشرطة باستخدام صاعق كهربائي، يرفض المدافعون عن رد فعل إسرائيل فورا، ويشيرون الى أنها واجهت هجمات يومية بالأسلحة البيضاء لشهور، وأن "السياق السياسي والأمني مختلف بشدة".

ومن الصعب المقارنة بأماكن أخرى تشهد اضطرابات لكن الأعداد تظهر أن نسبة مرتفعة ممن ينفذون الهجمات يقتلون بدلا من اعتقالهم.

وتظهر بيانات جمعها الباحث الإسرائيلي نحميا جرشوني مستخدما معلومات من تقارير إخبارية وأجهزة الطوارئ والشرطة وغيرها أن 74 من 123 مهاجما فلسطينيا قتلوا بالرصاص منذ الأول من اكتوبر/ تشرين الأول أي 60 بالمئة.

وجمعت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانات من الشرطة والجيش وأجهزة الأمن مستخدمة مصادر ومنهجية مختلفة وقسمت الهجمات الى فئتين: قريبة المدى (الطعن والهجمات بالرصاص والدهس بالسيارات) وأبعد مدى (الرشق بالحجارة والحرائق والتفجيرات).

وقالت إن من 127 هجوما من مدى قريب قتل 61 مهاجما، أي 48 في المئة من الإجمالي. اما بالنسبة للعنف الأبعد مدى فتقول، إن واحدا من كل ثلاثة مهاجمين قتل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إيمانويل نحشون، إن "المزاعم عن القتل بلا محاكمة مجحفة وغير صحيحة تماما والأرقام تظهر ذلك" مضيفا أن المهاجمين الفلسطينيين في كثير من الأحيان يعالجون في مستشفيات إسرائيلية ويقدمون للعدالة.

ومن وجهة النظر الفلسطينية ليس هناك شك في أن إسرائيل التي تحتل الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ عام 1967 وتقيد تحركات الفلسطينيين في مناطق يريدونها لإقامة دولتهم عليها تمارس القتل بلا محاكمة.

وقالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير الفلسطينية إن أغلبية الفلسطينيين يطلق عليهم الرصاص ويقتلون على الفور سواء كانوا يمثلون تهديدا أم لا، مضيفة أنها تعتقد أن عدد المهاجمين الذين قتلوا يتجاوز 60 في المئة بكثير.

وتابعت قائلة، إن عمليات القتل في معظم الحالات ينفذها أفراد الجيش أو الشرطة بكامل أسلحتهم. وينفذون إعدامات فورية. وأكدت أن هذه ممارسة خارج نطاق القانون وجريمة.