وجد نتنياهو ان من الدبلوماسية التنديد بتصريحات ترامب المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة, التي دعا فيها الى عدم السماح للمسلمين بدخول الولايات المتحدة!! لكن نتنياهو اكد ترحيبه بزيارة ترامب لتل ابيب.. باعتباره مرشح لرئاسة.. الصديقة اميركا!!
ولأن ترامب عنصري «متحضّر» فإنه اعتذر في اللحظة الاخيرة, عن الزيارة.. لسبب بسيط هو انه لا يريد احراجات «للصديقة» اسرائيل!!
أي دبلوماسية هذه القائمة على التكاذب؟ فنتنياهو يمنع المسلمين, ليس من دخول اسرائيل, وانما من دخول مسجدهم الاقصى.. وقدسهم, وهذه اسوأ من دعوة ترامب لمنع دخول المسلمين الى الولايات المتحدة, فمنع المسلم من مسجده, ومنع المقدسي من القدس هو أبشع انواع العنصرية.
امس ذهب رئيس دولة اسرائيل ريبلان لزيارة البيت الابيض, وقبلها زار المستشارة ميركل في برلين.. وقد سمع من رئيسي الدولتين اسوأ كلام قاله رئيس اميركا ورئيسة وزراء المانيا عن وضع دولة اسرائيل خارج القبول الدولي. ومع ان ريبلان نقل الكلام القاسي الى رئيس الوزراء نتنياهو, الا أن شيئاً ما لم يتغير.. والظاهر انه لن يتغير اذا بقي نتنياهو في السلطة:
- فالرجل يرفض تقبّل الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية على ارض فلسطين. انه يريد دولة يهودية تهيمن على الفلسطينيين.. تماماً كما كانت دولة الابارتهايت في جنوب افريقيا: بيض اوروبيون يسيطرون على خمسة وعشرين مليون افريقي اسود!!
- وهو مستمر في الانبطاح أمام جهد الادارة الاميركية والاوروبية, ومخادعته بمفاوضات مستمرة منذ عشرين عاماً, ويمكن أن تستمر عشرين عاماً اخرى.. حتى لا يبقى من أرض فلسطين ما يصح التفاوض عليه!!
ترامب ونتنياهو غير مختلفين: واحد يدعو الى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة والاخر يمنع المسلمين من دخول مساجدهم, ومدنهم, وقراهم, ومخيماتهم.. ويقيم حولها اسواراً وحواجز!! وقبلهما مارست حكومة بريتوريا العنصرية سياسة المعازل, الى أن اطاح بها الرأي العام العالمي, ومنعت من دخول مبنى الامم المتحدة!!
على الدول العربية والاسلامية والصديقة العمل, بغض النظر على حروبها ومذابحها واحقادها وانحطاطها, على طرد اسرائيل من الامم المتحدة.. ومحاصرتها في عواصم العالم فليس من المعقول أن تكون ثلاثة اصوات: الولايات المتحدة واسرائيل وميكرونيزيا في مواجهة دول العالم!!