حضرنا أمس إطلاق وقفية القدس على يدي رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري ونخبة من شخصيات أردنية وعربية , وهي بادرة تريد أن تصنع لدعم القدس واهلها أقداما تمشي على الأرض , وتثبت مجددا أن الطريق الى القدس هو القدس نفسها وأهلها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية سواء بسواء.
سمعنا فيما مضى أن الطريق الى فلسطين يمر عبر كابول , وسمعنا أن الطريق اليها يمر عبر الصومال وأريتريا ونيويورك وباريس ومدريد وبغداد وأخيرا دمشق , لكننا نقول أن الطريق الى فلسطين هو فلسطين فقط , لقد سئمنا كل هذه الهرطقة ومللنا كل هذا الاسفاف , والكلام الفارغ , الذي تلوك به كل فئة تمتطي فلسطين لتحقيق مآرب هي أبعد ما تكون عنها.
الخلط بين خيط الدين الحق الأبيض وخيط الضلالة الأسود لا ينفع وهو لا يمكث في الأرض لكنه أدخل الناس في تيه الى حين.
علماء الأمة عليهم واجب حتمي لا يجب أن يتأخر ولا يتوارى ولا يظهر على إستحياء كي يظهروا الحق من الباطل , فمنهم كما عامة الناس من يصدق بأن الفئة الباغية هي الفئة المنصورة وقبل أن يختلط على الناس الحابل بالنابل , هذه هي مسؤوليتكم في الدين والدنيا , وفي هذه فإن الخيط الأبيض بائن والخيط الأسود بائن كذلك ورجال الأعمال الوطنيون عليهم واجب في دعم المدينة المقدسة بالبناء والتنمية والحفاظ على عروبتها بمبانيها وأهلها الصامدين.
في القدس هناك تثمين عال للإنجاز الهاشمي في الحرم الشريف , فالضغوط التي طلب أبناء القدس من الملك ممارستها لحماية الأقصى لا تعكس فقط ثقة بقدرة جلالته على صد الممارسات الإسرائيلية بل تكريسا واقعيا للوصاية المنفردة للهاشميين على الحرم والقدرة على حمايته.
الأردن في هذه القضية واحد , موقف الملك والشعب لا يتجزأ لدعم المدينة المقدسة , والمواقف فيها لا تقبل المساومة ولا التمييع
العرب مشغولون عن فلسطين وعن القدس , لكن وحده الملك مشغول بها ولها واسألوا أهل القدس فعندهم الخبر اليقين وأن تجد مبادرات مثل وقفية القدس هي أحد الوسائل العملية لحماية المدينة ومقدساتها المسيحية قبل الإسلامية.