جدد جلالة الملك عبدالله الثاني التأكيد على دعم الاردن للشرعية في اليمن، وهو تأكيد ينطلق بالضرورة من إدراك عميق للأهمية القصوى قوميا ووطنيا لحتمية خروج اليمن من دائرة الاستهداف الإقليمي الخطير الذي يتهدد النظام الرسمي العربي التاريخي برمته.
لو لم تبادر السعودية « بيض الله وجهها» ومعها سائر اطراف التحالف العربي إلى إظهار العين العربية الحمراء، لكان اليمن اليوم وبيسر تام رهينة عربية جديدة بيد المخطط الساعي للهيمنة على الشرق العربي كله، وتلك حقيقة يتعامى عن إدراكها معارضو تلك الحرب حتى وهم يرون رأي العين ما حل بالعراق وسورية ولبنان، وما يراد للبحرين وغيره من أرض العرب، وفقا لنزعة قومية غريبة توظف الطائفية الدينية سبيلا لبلوغ الهدف الأبعد.
عودة الشرعية العروبية الخالصة لبسط سيادتها على كامل التراب اليمني، مصلحة قومية ودينية عربية، مثلما هي مصلحة وطنية لدول الشرق العربي جميعها بلا إستثناء، ونحن في الاردن منها، والعمل المثابر واجب كل عربي يأبى الهوان ويتشبث بعروبته ويرفض بوضوح تمدد المخطط المرعب الذي ما عاد يخفى إلا على جاهل أو مستهتر.
وإذا ما كان الحوثيون والمتحوثون والمخلوع قد إستهونوا في لحظة ما وفي ظل إنشغال عربي مؤلم إمكانية وضع اليمن في فم الذئب، فلقد فوت التحالف العربي بقيادة السعودية عليهم وعلى الطامح الأكبر، الفرصة ورد كيدهم إلى نحورهم برجولة وجرأة وشرف.
اليمن ارض عربية وشعبها وتاريخها عربيان بإمتياز، وعلى كل طامح واهم أن يتيقن من أن ثمنها أرواح ودماء العرب الشرفاء جميعا، لا بل عليه أن يتيقن أكثر من أن مكة والمدينة ستظلان بعون الله، منارتان عربيتان تنشران نور رسالة محمد صلوات الله وسلامه عليه في ارجاء المعمورة كافة، وبمنهج عربي إسلامي سني لا غربة فيه منذ عهد النبوة وإلى يوم الدين، وفي ذلك القول الفصل الذي يجتث جذر كل طموح شاذ أو حلم يائس بائس مريض.