من المرات النادرة، التي تبادر فصائل سياسية في فلسطين التحرك لحل "أزمة حقيقية"، خلال السنوات الأخيرة، دون مشاركة قطبي "الأزمة الوطنية الكبرى - فتح وحماس"، خطوة لو تم لها الوصول الى خط النهاية، تصبح مؤشرا على أن المشهد الفلسطيني يتجه نحو بعض جديد.. مؤشرات أطلقها شخصيات قيادية فصائلية، في قطاع غزة، بأن "مبادرة تتبلور خاصة بكيفية حل أزمة معبر رفح"، تراعي "البعد الشرعي" للنظام السياسي" وايضا"الواقع السلطوي القائم" في قطاع غزة، مزاوجة بين ما يمكن اعتباره "اليد العليا للشرعية حضورا وادارة دون اقصاء لمن كان متواجدا" خلال الغياب الرسمي للشرعية عن القطاع، منذ خطفه من قبل حماس يونيو 2007.. وبعيدا عن تفاصيل المبادرة، واي تسويات يمكن أن تكون لهذا الطرف أو ذاك، لكن الجوهري فيها، ان هناك "تحركا عمليا مسؤولا" لمواجهة أحد أعقد ما يواجه أهل قطاع غزة، فاغلاق معبر رفح يمثل مظهرا كارثيا لما يقارب مليوني انسان، يمثل لهم الباب السياسي - الانساني، والرابط الحيوي بين القطاع و العالم الخارجي.. التحرك، بذاته، خطوة هامة وهامة جدا، سواء حققت المراد، ام انها تعثرت بفعل فاعل، ويبدو أن عناصر المبادرة المعلن عنها، تشير الى أن "أهلها الفصائليين"، لمسوا بعضا من "نقاط العقدة" التي استخدمت لاستمرار الأزمة، سواء بحق أو بباطل، فتلك ليس المسألة راهنا.. التحرك الفصائلي يشكل "خطوة هامة" لرسم حقيقة المشهد، وقد يكون عاملا مساعدا لكشف كثيرا مما ليس معلوما لأهل فلسطين عامة، وقطاع غزة خاصة، عن المسببات الحقيقية لاستمرار "ازمة معبر"، ما كانت يوما بما هي عليه اليوم، أزمة باتت معضلة بكل جوانبها السياسية والوطنية والانسانية، وخرجت عن اعتبارها "مسألة أمنية" فحسب، كما يقول الأشقاء في مصر المحروسة.. ولكن، السؤال الاساسي الذي يجب أن يكون جوابه جزءا من المبادرة، وليس خارجها، ما هي الآليات التي يمكن العمل بها، في حال رفضت حركتي "فتح" و"حماس" المبادرة، كل لسبب أو ذريعة، او لغاية في "نفس يعقوبهما" الذي لا يظهر مباشرة للعامة؟!.. الحديث عن "السلبي المتوقع" هو جزء من الحل وليس العقبة كما قد يعتقد البعض، فالمسألة لا تقبل التجريب، كون الفشل فيها سينعكس بآثاره الضارة على مجمل المشهد الفلسطيني، ولذا لا يجب أن يكون عرضة للتجارب الخاصة، أو "بادرنا وفشلنا والسلام عليكم"..ولذا قبل الاعلان الرسمي من المتوقع أن تكون الحسابات الدقيقة، نجاحا أو إفشالا.. وتحديد "آلية عقاب" لمن يفشل المبادرة جزء من الحل، وضرورة قبل اي من العناصر الأخرى، كي تدرك كل من فتح وحماس أن التحرك ليس "ودي" او "أخوي" بالمعنى السائد، بل هو حراك له "أنياب" يمكنها ان تصبح سلاحا رادعا لوقف "خطف الوطنية الفلسطينية" المستمرة منذ ما يزيد على الـ8 سنوات، كانت سببا رئيسا بل وجوهريا في تمرير المشروع التهويدي للأرض الفلسطينية، ضفة وقدس، وحصار قطاع غزة حصارا لم يكن يوما حاضرا في العقل وليس في الواقع.. الحراك ضرورة وطنية نعم، ولكن لا بد من تحصينه بكل "الأسلحة الممكنة" كي لا يفشل..وقد يكون الفشل ممنوع هنا، لأن ذلك يعني "ديمومة المصيبة والكارثة"، وذريعة لاستمراها بعدم التوصل لموقف موحد لازالة "العقبات" كي يفتح المعبر.. ليس من حق حركتي الأزمة وضع شروط مسبقة، بل عليهما أن يلتزما مسبقا بأن "إرادة الغالبية" هي سكين على رقابهما..وان الاتفاق العام هو ملزم، واجب التنفيذ، خاصة وأنهما فشلا كما لم يفشل أحد في إدارة الشأن الوطني العام، في بقايا الوطن.. هل تحسم الفصائل خارج قطبي الأزمة أمرها وتتوكل باسم المصلحة الوطنية، لتحطيم الجدار الانعزالي القائم منذ سنوات..هل تبدأ رحل الأملة في استعادة "روح الوطنية الفلسطينية" المختطفة بفعل فاعل معلوم جدا، بأسماء صريحة ومستعارة..تلك هي المسألة! ملاحظة: الى السادة أعضاء تنفيذية منظة التحرير الفلسطينية، هل أنتم موافقون على "المهزلة السياسية" التي ينفذها من فرض عليكم بقوة "القهر السياسي" من روما الى نيويورك..لو كان جوابكم بنعم تصبح شرعيتكم محل جدل..وإن كان بلا فلما الصمت..ما يحدث عار جدا! تنويه خاص: من المبكيات السياسية في بلادنا أن يعتبر البعض نشر صورة لرئيس جهاز أمني عربي "نصرا اعلاميا"..الأصل في قادة الأمن هو العلانية لآنهم جزء من الحساب الوطني..يا ويلنا!