على الفلسطيني ومعه الانسان العربي، لا زال يتذكر تصريح رأس الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب الإرهابي نتنياهو، بقوله أن "السكين لن يهزم دولة اسرائيل"، تصريح كشف مبكرا جدا عن مدى الهلع والرعب الذي انطلق بسرعة فضائية ليسيطر على دولة الكيان.. بالطبع السكين، الحجر ومعهما حركة "الدهس الثورية"، ليست أسلحة لكسر قوة عسكرية جبارة، كتلك التي تمتلكها دولة الكيان العنصري، وترهب دولا وموظفين ساميين بدرجة رئيس أو ما شابهها من وظائف، لكن تلك "الأسلحة الفلسطينية" المتطورة جدا، في علم الرد والتمرد الكفاحي جاءت لتهزم روح دولة الكيان، وجبروته العدواني.. نعم، أسلحة "هبة الغضب الشعبية"، تشكل واحدة من علوم التطور النوعي في مواجهة العدوانية والاحتلال، ولذا باتت من "العلامات التجارية" التي سجلت باسم الشعب الفلسطيني، لتصبح رمزا لمرحلة تطور الإنطلاقة الثورية الفلسطينية في ثوبها الراهن، بعيدا عن "التقليد" الذي ساد طويلا.. "الأسلحة الكفاحية الجديدة"، مع "الروح الثورية " أصبحت تشكل أهم عناصر الرعب والهلع لدولة الكيان سكانا، حكومة، جيشا وأجهزة أمنية، وقبل كل هؤلاء للفرق الإرهابية التي تنبثق من المجموعات الاستيطانية.. الروح الثورية الفلسطينية، وأسلحتها الجديدة، أجبرت الفاشي نتنياهو على الإعتراف علانية، بأن دولة الكيان تواجهة "نوعا جديدا من العمليات"، "عمليات فردية"، كما قال، لكنه لم يكمل العبارة وينطق بالحقيقة، بأن تلك العمليات بروحها العاشقة لوطنها فلسطين، لم يعد بالامكان مواجهتها بالتقليد الإرهابي القديم.. ومن المفارقات أن يأتي تصريح رأس الفاشية في دولة الكيان، حول عمليات الانطلاقة الثورية، وعمق الهلع المصاب به، واعترافه بالعجر أمامها، في ذات اليوم الذي أعلن فيه، من هو رئيس منتخب لتمثيل الشعب الفلسطيني، بأن "الهبة الشعبية جاءت تعبيرا عن اليأس والاحباط" من عدم التوصل الى سلام.. مفارقة بكل ما فيها من انعكاس لمشهد يستحق القراءة والاهتمام..رئيس حكومة الكيان يرى أن العمليات التي يقوم بها "بني فلسطين" نوعية جديدة، يراها الرئيس الفلسطيني يأس وإحباط.. كيف يمكن أن يصل الحال بمن يحمل لقب "القائد العام للقوات المسلحة الفلسطينية" و"مجمع الرئاسات"، وصف "الانطلاقة الثورية وهبة الغضب" بتلك الأوصاف التي تحط من قدر الغضب الوطني، وتحيلها من روح كفاحية ثورية رافضة للعدوان، الى إحساس باليأس والاحباط.. ولأن نتنياهو يعلم يقينا، بحكم ما توفره له أجهزته الأمنية حقيقة المشهد العام..قال ما قال عن حقيقة الفعل الإنتفاضي للشعب الفلسطيني، ولذا يبحث كل "السبل الممكنة" لحصار "الانطلاقة الثورية"، وصل الأمر الى اعادة نشر مزيدا من قوات جيش الاحتلال في الضفة والقدس، بعد انتهاء "سنوات الطمأنة" التي عاشها بفعل فاعل قام بكل الممكنات لإعتقال "الروح الكفاحية".. وبعيدا، عن هلع ورعب الفاشي نتنياهو، والبحث اللا متناهي لتطويق "هب الغضب المعاصرة"، ودون الالتفات لفريق "الخنوع السياسي الحاكم" في بقايا الوطن، فما تجسد خلال 75 يوما منذ "السكين الأول" في الفاتح من اكتوبر حتى ساعته، بأن "الخيار الوطني" هو للخلاص من العدوانية الاحتلالية و"النذالة السياسية" لفريق بات استمراره متعاكسا مع رغبة الشعب الفلسطيني، ومصالحه الوطنية العليا.. وجاء آخر استطلاع رأي، قام به أحد المراكز المهنية، عن رغبة غالبية مطلقة من الشعب الفلسطيني برحيل الرئيس محمود عباس، رسالة غاية في الدلالة، وجب على الرئيس وفريقه، وأجهزته الأمنية دراستها بدقة متناهية، ففيها ما وجب الانتباه له، بأن التعاكس مع روح الانطلاقة الثورية مصيره ما كان من استنتاج قاس جدا على أي حاكم.. اليائس والمحبط ليس له مكان في صفوف الشعب الفلسطيني، وبالتالي لا مكان له في قيادة هذا الشعب، فكان الطلب: "إرحل"..هكذا قال ما يقارب من الـ70% من الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع للرئيس محمود عباس..رسالة لا يجب أن تمر كما حدث يوما مع رؤوساء تعاكسوا مع رغبات شعوبهم! ملاحظة: تصريحات محمود الزهار حول عدم تسليم حماس معبر رفح الى "اللصوص والمهربين"، رسالة باللامسوؤلية الوطنية نحو البحث عن حل يزيل الكآبة عن أهل القطاع.. وهي رسالة خايبة جدا يا محمود! تنويه خاص: بات لدينا وزيرا للثقافة من "أهلها"..للشاعر ايهاب بسيسو مبروك، وتذكر أن المنصب عليه من الأحمال ما يفوق اللقب كثيرا..الثقافة في بقايا الوطن حالها أكثر من بائس وجب الانتباه..وتذكر أن الشاعر أشرف فياض يناديك!