لا نحتاج إلى مزيدٍ من العبث في البناء الوطني ، فنحن اساسا نعاني من اختلال في المنظومة البنائية للشعار الجامع او الشعار الوطني الذي يرفع منسوب الاعتزاز الوطني ويدفع الشباب خصوصا الى الالتفات حوله والانضواء تحت رايته ، مؤخرا حاز الاردن شرف تنظيم بطولة كروية نسائية عالمية ، وهذا يدعو الى الفخر والاعتزاز ويستلزم شحذ الحالة الوطنية للاستفادة من المناسبة بإنتاج شعار جامع وتعويذة اردنية كما في كل البلدان وتصبح ايقونة على الكراريس وفي الشوارع وفي الساحات ، لكن المفارقة ان العقل انتج شعارا اقرب الى العبثية منه الى الحالة الوطنية فبُعيد ندوة وطنية في غرفة صناعة عمان كان الدوار الثاني يزدان بتحفة معمارية مكتوب عليها “ الاردن ملعبنا “ وهو شعار استفزازي بكل معاني الاستفزاز فقد نجت هذه البقعة الطاهرة من كل الاعيب الاقليم وصدماته وعبث تاريخي ساد خلال سنوات التيه سبعينيات القرن الماضي ليكون الاردن وترابه حالة استقرار وليس ملعبا لعابثين ولاعبين على مستوى الاقليم . الشعار صادم ويخلو من اي فهم لمعنى الشعار وضرورته وهو استمرار لمنظومة شعارات صاغتها شفاه دون عقول وقلوب وطنية من أُمنا عمان الى سلسلة طويلة من الشعارات التي انتقلت من حالة اعتزاز وطني الى مجرد لافتات على قارعة الطريق فأضعنا القيمة الوطنية وتحولت الشعارات الى طرائف وطنية ، وليت المؤسسات الرسمية تلتفت الى حالة القطاع الخاص الذي ينتج شعارات لمؤسساته اكثر رسوخا من الشعارات الوطنية ولا حاجة للتذكير ببعضها فكلنا يحفظ شعارات البنوك وشركات الاتصالات على سبيل المثال ويرددها في حياته من خلال تطبيقات عملية توازي تطبيقات الهواتف النقالة والمعاملات البنكية ، في حين ان المؤسسات الرسمية تستهتر بالشعارات اللازمة وحتى بقانون العلم على سطح مؤسساتها ولولا التفاتة الاعلام في كثير من الاحيان لما التفتت المؤسسات الى اهتراء الرايات الوطنية على اسطحتها ، وهي فرصة كي نعيد الاعتبار الى قانون العلم والاهم الالتفاتة الى الشعار وضرورته ، فمناسبة مثل كأس العالم للشابات تستحق تعويذة اردنية خالصة وشعارا وطنيا يحمل رائحة الاردن حتى تتناقله وسائل الاعلام التي ستنقل الحدث العالمي . الاردن ليس ملعبنا بل وطننا وذاكرتنا ومصدر الهامنا وفخرنا وعلى امانة عمان وباقي المحافظات العمل سريعا على ازالة هذا الشعار غير اللائق بالسرعة القصوى واستبداله بشعار وتعويذة يستحقها الاردن وتليق بالمناسبة التي نعتز اننا حزنا شرف تنظيمها بفضل مكانة الاردن الدولية ومكانة قيادته وشعبه في المحافل الدولية ، فهل يعقل ان يحترمنا العالم ونفرّط نحن بهذا الاحترام من خلال شعار خفيف لا يليق بتاريخ وعبق المكان ودلالته الدينية لكل الديانات وكذلك دلالته الوطنية ، فهذه المناسبة فرصة لكي نقول للعالم عن سحر المكان الاردني وسط اقليم ملتهب ، وهي فرصة لتسويق السياحة وكل الابداعات الاردنية من صناعة وثقافة وابتكارات ، فهذه المناسبة تحتاج الى عقل جمعي والى منظومة عمل وطني حيث سيكون العالم عندنا باعلامه وجمهوره وسائحيه ناهيك عن اللاعبات والاجهزة الادارية . قصة الاستعجال في الشعار وتنفيذه في غفلة عن الحالة الوطنية يجب ان تتوقف ، فلا يعقل ان نصحو من النوم فنجد الشوارع مرشومة بلافتات صاغها شخص ما واعجبت مسؤول خدماتي لا يعرف معنى الشعار ومضمونه ودلالته وكفانا ما اضعنا من شعارات جميلة وبهية لسوء تنفيذها او لارتباطها بوزارة او وزير لا يحظى بثقة الشارع الشعبي او تخفيض معنى الشعار الوطني في اذهان الشباب الى درجة العبث الوطني .