أخر الأخبار
عودة «العشق الممنوع» بين اردوغان ونتنياهو !
عودة «العشق الممنوع» بين اردوغان ونتنياهو !

كثيرون في العالم العربي والإسلامي أضفوا على اردوغان صفات البطولة والتحدي لإسرائيل منذ مقاطعته مداخلة شمعون بيريز في جلسة من جلسات مؤتمر دافوس عام 2009 ، وبعدها بعام تقريبا أرسل اردوغان باخرة « مافي مرمرة» التي كانت تحمل مساعدات لقطاع غزة في تحرش إضافي مع إسرائيل أكثر مما هي نوايا صادقة لكسر الحصار عن القطاع ، حيث استثمر اردوغان الحادثة وقتذاك عندما كان رئيسا للوزراء لتجميد العلاقات مع إسرائيل ، حيث كان في مخططه وقتذاك « ربيع الإسلام الاخواني « في المنطقة ، وكان من بين ضروراته الابتعاد قدر الإمكان عن « إسرائيل» وتخفيف درجة حرارة الدفء في العلاقات التاريخية معها.
في حروب إسرائيل ضد غزة في عامي 2012 خلال فترة حكم الإخوان « لم يقدم نظام مرسي أي جهد لوجستي ولا نريد ذكرا عسكريا ، واكتفى مرسي كما كان نظام مبارك في صياغة مبادرة لوقف إطلاق النار ، وفي حرب عام 2014 مارس نظام السيسي تماما ما سبق أن مارسه مبارك ومرسي.
ورغم ذلك تعرض نظام السيسي إلى حملة إعلامية غير مسبوقة تحت عنوان خذلان غزة وأهلها ، حيث أحالت تلك الحملة اردوغان إلى بطل من خلال تصريحات وبيانات شبه يومية يهدد فيها إسرائيل «بقنابل صوتية».
تجربة كادت أن تُغرر بالكثيرين حتى من صناع القرار في الشرق الأوسط ، وسبق أن سمعت وزراء حاليين وسابقين مهمين في الدولة الأردنية كانوا يتغزلون بشجاعة وقوة اردوغان في مواجهة إسرائيل ، وكنت أقول لهم في عز ما كان قد سمي بالربيع العربي « هذه شجاعة مدروسة ولها أجندة «، و» أن الدول في نهاية المطاف ليست جمعيات خيرية تقدم الدعم لوجه الله تعالى أو منظمات فدائية تقاتل من اجل عيون وحقوق الآخرين على حساب مصالحها... هي دول ترتبط مع العالم بمصالح ، واردوغان وحزبه هدفهما السيطرة على العالم العربي السني عبر مشروع الإخوان المسلمين.
الأحداث أثبتت صحة نظريتي بل جاء التناقض الكبير بين المشروع التركي – والروسي في سوريا والذي وصل ذروته بإسقاط الطائرة الروسية ليؤكد صحة ما سبق أن كتبته في هذه الزاوية من أن اردوغان يريد تنفيذ مشروعه « العثماني بالتوسع على حساب العرب السنة على غرار المشروع الإيراني بالتوسع على حساب العرب الشيعة».
بعد «التصارع» التركي - الروسي وكما أشرت في مقال سابق في هذه الزاوية فان إسرائيل ستكون المستفيد الأكبر من العقوبات الروسية ضد تركيا ، وان روسيا هي الأخرى التي فقدت ميزات اقتصادية كثيرة في التعامل مع تركيا سوف تعوضها مع إسرائيل وتحديدا في المجال السياحي والصناعات العسكرية وغيرها من الصناعات الاستهلاكية كالملابس والأغذية ، والأخطر أن إسرائيل باتت بعد كل ما جرى منذ بدء ما يسمى بالربيع العربي «بالثورات الشعبية» وصولا إلى «داعش» والتنظيمات الإرهابية وما تقوم به من فظائع ، باتت هي المستفيد الوحيد من كل ما يجري ، وما اتفاق تركيا وإسرائيل السري الذي انفضح مؤخرا إلا دليلا على مسالتين أساسيتين :
الأولى: اردوغان وحزبه ونظامه السياسي لهم أجندتهم التوسعية والسعي الدائم للاستفادة من تناقضات المنطقة وصراعاتها ، ودولة اردوغان ليست دولة « قديسين» بل هي دولة « انتهازيين « كما نموذج الإخوان المسلمين الذي تحالف مع الملك فاروق ثم باعه ، وتحالف مع الثوار الأحرار بمصر في عهد محمد نجيب - عبد الناصر ثم انقلب على الثورة ، وعمليا يقوم بذلك في الحالة الأردنية بدون عنف ظاهر إلى الآن ، فالإخوان الأردنيون مازالت بوصلتهم في الخارج وتحديدا لدى التنظيم الدولي في مقره الجديد في اسطنبول.
ثانيا: إسرائيل لديها القابلية للتعامل لاحقا مع «حماس» ومن تحت طاولة اردوغان وبمباركته للوصول إلى تسويات طويلة الأمد تتعلق بوضع غزة والحصار عليها بما يُهمش معبر رفح ونظام السيسي وإضعاف أي نظام فلسطيني قادم غير نظام عباس و الذي باتت تتحدث عنه دوائر إسرائيلية وأميركية انه بات من الماضي.
العرب وقود النار المشتعلة بالمنطقة واسرائيل وطهران وانقرة هم المستثمرون لها وكل حسب قدراته.