مقتل زهران علوش ومعه مساعدة المعروف بـ»الزئبق» وحمزة بيرقدار النطاق الإعلامي باسم «جيش الإسلام» بالإضافة إلى عشرات المقاتلين حيث كانوا مجتمعين في مخبأ سري للجيش تعرض لضربات صاروخية مكثفة من قبل طائرات روسية. هذا المقتل قد لا يعني إلا انتصارا جديدا لدى دعاة الديمقراطية السورية بخلطة عنوانها الرئيس بشار الأسد وحده على الكرسي مهما كان عدد المحيطين به. وزهران علوش الذي كان يملك أكبر عدد من المقاتلين في ريف دمشق كان قد جنح للتفاوض ومثل جيشه في مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، وكان يسيطر على مساحات واسعة من الجنوب الدمشقي وريفه وأرادت روسيا تصفيته قبل لقاء «جنيف 3 « المقبل والذي يمكن ان يضع طريقا للحل السوري. في موازاة المقتل اقام النظام السوري وعبر عمليات استخبارية وبجهد من وزارة المصالحة اتفاقاً مع تنظيم داعش يقضي بأن يرحل ما مجموعة خمسة آلاف مقاتل وفرد من أفردا مقاتلي داعش من القاطنين في الحجر الأسود ومخيم اليرموك لكي يلتحقوا بولاية الرقة معقل داعش، وتم الترحيل بوساطة حافلات سورية حكومية. ضرب مقر جيش الإسلام وتكثيف الضرب على المعارضة المسلحة المعتدل التي نزعت للحوار وفي المقابل الحوار مع داعش، هو نهج سوري روسي يقضي بالقضاء على كل أصوات الاعتدال لإبقاء صورة النظام أمام العالم بأنه يواجه إرهابا وتطرفا وليس دعاة حل سلمي ومستقبل سوري خالي من الاستبداد. زهران علوش يأتي مقتله بعد نحو أسبوع على مقتل سمير القنطار في سوريا في حي جرمانا القريب من دمشق، وليس مستبعدا أن يخرج زعيم حزب الله ليقول:»هذه بتلك»، ولكن في حالة زهران علوش فقد اتفق مجلس قيادة جيش الإسلام على الخليفة مباشرة بعد المقتل وتمّ تعيين أحد أبناء قرية دوما بريف دمشق وهو عصام بويضاني الملقب «أبو همام» بمنصب خليفة علوش. المهم أن تنظيم جيش الإسلام سيصعد من القتال وسيكون القادة الذين هم خلف علوش أكثر تشددا وتطرفاً منه، وغارت الروس ستزداد، وحلفاء الأسد سيبتهلون لمقتل علوش كما هم بعد كل عملية قتل، والأهم أن سوريا أضحت دولة ضائعة وهو الأمر الأهم الذي تريده إيران وحلفاؤها.