المفترض, بعد كل التجارب التي مرت بها علاقات الأردن, المملكة الأردنية الهاشمية, بنظام الأسد الأب والابن, أنه بات معروفاً أنَّ هذا النظام: «يخاف ولا يخجل أوْ يختشي» فالتصريح الذي «تقيأ» به وليد المعلم من بكين وتحدث فيه عن أن الإرهابيين يتسربون إلى سوريا من الأردن وتركيا!! ليس هو أول محاولات التحرش التي يلجأ إليها كلما شعر بالاطمئنان بعدما أصبح «القطر العربي السوري» تحت الحماية الإيرانية وتحت حماية القوات الروسية المحتلة التي لولا احتلالها لكان وزير خارجية نظام: «المقاومة والممانعة»!! يبحث الآن له عن مأوى يختبئ فيه في أحد أركان الكرة الأرضية.
بقينا نسمع من هذا النظام, كلما شعر بالاطمئنان المستعار تحت حماية من تمَّ استدعاؤهم لاحتلال سوريا, اتهامات باطلة وصلت في أحيان كثيرة حد الشتائم وحقيقة أنَّ ترفعنا عن الردِّ على هذه الاتهامات فهمه بشار الأسد ومعه الذين حوله على أنه خشيةً وخوفاً وليس ترفعاً والواضح أنَّ هذا سوف يتكرر لأن ردَّنا على ما تقيأ به وليد المعلم من بكين جاء كالعادة مهذباً و«دبلوماسيّاً» أكثر من اللزوم.
إنه على هذا النظام أن يتجنب «التحرش» بالأردن وبالدول المجاورة وعلى غرار ما كان يفعله سفيره السابق في عمان بهجت سليمان طالما أن المفترض أنه يعرف أن الأمن المستعار لا يمكن أن يدوم وأن القوات الروسية والإيرانية ستضطر للرحيل إنْ عاجلاً وإنْ آجلاً تحت ضربات قوى وتنظيمات الشعب السوري وأيضاً تحت ضغط المعادلة الدولية المتغيرة دائماً وأبداً.. فالأوضاع القائمة الآن في سوريا زائلة لا محالة وعندها فإنه فسيعرف الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.
ربما أن وليد المعلم لا يعرف, بحكم أنه ومعه كل أركان هذا النظام أصبحوا كشهود الزور بعدما أصبح القرار الفعلي في أيدي الروس والإيرانيين, أن الأردن لو سمح لمن يسميهم بـ «الإرهابيين» بالتسرب إلى سوريا عبر حدوده لكانت الطبخة قد استوت منذ فترة بعيدة ولكان نظامهم الذي لم يعد موجوداً إلا من عشرين في المائة من الأراضي السورية قد أصبح: «في خبر كان» ولما استمر لا لعامين ولا لثلاثة أعوام ولا لخمسة!!
إنَّ ما جعل الأردن يواصل إغلاق حدوده الطويلة أمام ثوار الشعب السوري, الذين يعتبرهم هذا النظام ومعه بالطبع الروس والإيرانيون «إرهابيين», هو الخوف, في ظل الأوضاع التي استجدت بعد عام 2011, من أنْ تعم الفوضى في هذا البلد الشقيق المجاور وهو أن تكون النهاية, بعدما تكاثر المتدخلون الذين فتح لهم نظام بشار الأسد الأبواب على مصاريعها, التشظي والانقسام وعلى أسس مذهبية وطائفية بغيضة.
لقد كان على وليد المعلم أن يخجل من نفسه وألَّا يلجأ إلى كل هذا الاستفزاز الفج للأردن وهو يعرف أنه لو لم تصبح سوريا محتلة وعلى هذا النحو من قبل الإيرانيين ومن قبل الروس ومن قبل حزب الله وأكثر من أربعين تنظيماً طائفياً فلربما كان طلب اللجوء إلى هذا البلد الذي يتقصد استفزازه والتحرش به الآن محتمياً بفيالق وطائرات الأمن المستعار.. وهنا فإنه على هذا الذي يعتبر نفسه «غروميكو» العرب أن يدرك إنه سيأتي اليوم, وهو أصبح قريباً, الذي سيطرق فيه أبواب المملكة الأردنية الهاشمية بيديه الاثنتين طالباً الحماية من «الانتقام» الذي سيبقى يلاحقه إلى يوم القيامة.