أخر الأخبار
بيروت على طريق بغداد.. الفتنة بين الشيعة والسنة
بيروت على طريق بغداد.. الفتنة بين الشيعة والسنة

بيروت-الكاشف نيوز

يشير النائب نضال طعمة (المستقبل) إلى أنه اذا صمّ السياسيون آذانهم عن آلام الناس، وارتبط كل طرف بجهة خارجية، تحركه ويستميت في الدفاع عنها، فلن نصل الى أي باب أمل، وسمعنا اخيرًا خطاب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله كيف أصرّ على المشاركة في أحداث سوريا، وهذا الامر يؤدي الى المزيد من الارهاب في لبنان، واذا ما استمر مسلسل الارهاب في لبنان على ما هو عليه هناك ضرب لكل مكونات الوطن، ويمكن القول إن الحرب الداخلية ستكون صعبة جدًا، والمسؤولون اليوم يتأخرون في تشكيل الحكومة اللبنانية، وعند تشكيلها يمكن أن توفر القليل من الأمان لمعظم اللبنانيين على الصعيد الاجتماعي والسياحي والثقافي، وكل الامور السياسية الخلافية بحاجة الى طاولة حوار، ونخاف اليوم ربط لبنان مباشرة في الصراع الايراني الاميركي.

ويلفت طعمة إلى أنْ لا حل في لبنان إلا مع وجود حكومة لبنانية تعطي نوعًا من الثقة الى كل اللبنانيين، والحل الأهم برأيه أن ينسحب حزب الله من الحرب السورية، ويعود الى مقاومته لإسرائيل، الارهاب لا يمكن مقاومته، ولا وجود لقرار سياسي واضح كي تقوم القوى الامنية في لبنان بمحاربة هذا الارهاب، هذا الحقد والارهاب الذي يمارس اليوم سيرتد علينا شئنا أم أبينا.

السنة والشيعة والفتنة بينهما

اليوم الشيعة والسنة في لبنان يعيشان على شفير الفتنة هل تنفجر أم أن هناك ضوابط دولية لعدم انفجارها؟ يجيب طعمة " لا تزال هناك ضوابط دولية لها، وفي لبنان مع أن الوضع سيىء والارهاب والتطرف موجودان، ولكن الامر يبقى ردة فعل لبعض الفئات منذ أن بدأت روسيا تتحرك في افغانستان، وبعدها في العراق، وما يجري في سوريا مع مشاركة حزب الله في الاحداث، هناك فريق يشعر بنفسه أنه مغبون، منذ استشهاد رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وهناك فئة توجِّه هذا التطرف كردة فعل.

وهذا الوضع مخيف ويجب تداركه سياسيًا واجتماعيًا، وهناك خطر، ولكن الى أي مدى يتطور هذا الخطر لا أحد يعرف.

ولدى سؤاله بأن فئة أخرى من اللبنانيين وتحديدًا المسيحيين منهم كانوا يشعرون بالغبن نفسه بفترة من الفترات رغم ذلك لم تظهر لديهم أي فئة متطرفة؟ يجيب طعمة:" نحن ضد غبن لأي فئة، ولكن الفئة المغبونة اليوم يُمارس عليها القتل، وتشعر أنها مستهدفة بالدم، منذ استشهاد الحريري وبعد ذلك 7 آيار/مايو، وبعدها اغتيال الشيخين في عكار ومن ثم احداث عرسال. هذه الفئة اليوم مستهدفة بحياتها ووجودها.

ويجب معالجة شعور الغبن اليوم، ومن هذا الغبن ظهور ظاهرة أحمد الاسير التي شدت الكثير من الناس لأنه طرح امورًا تستقطب الكثير من اللبنانيين، ورغم أننا ضد أي تطرف لكن يجب معالجة المشكلة من جذورها لكي نحارب أي مظهر من مظاهر الارهاب.

عن الشعور السائد اليوم بأن السني في بعض المناطق اللبنانية يشعر أنه اقرب الى السني في سوريا اكثر مما هو مقرب من أي لبناني في وطنه، وكذلك الفئات الأخرى، كيف يمكن تجاوز هذا الشعور اليوم الى شعور أعمق بالانتماء الوطني؟ يجيب طعمة:" وجود هذا الاحساس بالظلم يخلق هذا التعاطف مع غير اللبنانيين والمنتمين الى المذهب عينه، ونناشد نصرالله اليوم الى العودة لمقاومته اسرائيل، ولا أحد في لبنان إلا ويشعر أن اسرائيل هي العدو المتربص بلبنان، وما يقوم به حزب الله بالمشاركة في قتل الشعب السوري، غير مقبول، فكيف تُحلّ قضية فلسطين في الشام، والقصير والحمص واللاذقية؟

عرقنة لبنان

ويلفت طعمة الى أن ما يجري في لبنان مخيف، وما حصل في الرويس غير مقبول ابدًا، وهناك خوف من أن يسير لبنان على خطى العراق، مع وجود يد تريد الفتنة في لبنان، هناك خوف من ثورنة ومن عرقنة لبنان، لأن ما يحصل في لبنان ليس بإرادة لبنانية.

ويؤكد طعمة أن مجيء رئيس استثنائي لتوحيد معظم القوى اللبنانية يبقى حلمًا، لكنّ هناك سياسيين معتدلين جدًا امثال الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، هو من المنفتحين الذين مدوا يدهم الى الجميع، ولكن للأسف الشديد لم يتجاوبوا معه.