أخر الأخبار
إلى «إخواننا» الإيرانيين اتقوا الله بكم وبنا !
إلى «إخواننا» الإيرانيين اتقوا الله بكم وبنا !

سؤال يجب توجيهه إلى «الإخوة» في إيران وهو: هل يا ترى لو أنَّ أحد الشيوخ, السنة الذين ممنوع عليهم بناء مسجد لهم في طهران, وقف وهو يرتجف من أخمص قدمه وحتى أعلى طرف في عمامته, كما فعل ومرات عدة من تقولون أنه آية الله نمر باقر النمر وصرخ بأعلى صوته: «نريد إعادة الخلافة الأموية والعباسية أيضاً».. فهل تتركونه وشأنه يا ترى مع أن «شيخكم» هذا الآنف الذكر لم يكتف بالقول أنه يريد ولاية الفقيه في المملكة العربية السعودية بل وقد ثبت تورطه بالإرهاب قولاً وفعلاً إذْ أنَّ التحريض في مثل هذه الحالة «فتنة» ولعلكم تعرفون أنه جاء في القرآن الكريم.. «والفتنة أشد من القتل» ؟! 
 ربما أن من بقي من رعيل الثورة الخمينية, ثورة عام 1979, من الممكن أنْ يتحلىَّ ولو واحد منهم فقط بالشجاعة ويقول ولو بعض الحقيقة.. والحقيقة إنَّ غالبية المسلمين من أهل السنة, إنْ ليس كلهم, كان فرحهم بهذه الثورة ربما أكثر كثيراً من إخوتهم من الطائفة الشيعية الكريمة وهذا إنطلاقاً من أنهم أولاً: قد تخلصوا من شاه إيران الذي كان يوصف بأنه شرطي الخليج والذي كان عداؤه للعرب وحضارتهم كعدائكم الآن وثانياً أنهم شعروا أن عمق الثورة الفلسطينية قد أصبح, كما قال (أبو عمار), في خراسان.. والمؤكد أنكم توافقون على أن أمنية كل عربي أن يكون هناك تكامل بين الأمة العربية والأمة الإيرانية والأمة التركية وفي كل شيء . 
 لكنَّ ما فجع حتى من كانوا أكثر حماساً للثورة الإيرانية ثورة عام 1979 وأكثر مراهنة على أنها ستكون رديفاً فعلياً للعرب والأمة العربية هو أن روح الله الخميني رفض الاستجابة لمن توقعوا أن يبادر إلى انسحاب إيران من الجزر الإماراتية الثلاث التي احتلها شاه إيران السابق: «طمب الكبرى وطمب الصغرى.. وأبو موسى» وأنه في حقيقة الأمر قد رفع ومنذ الأيام الأولى شعار «تحرير الأماكن والمراقد (الشيعية) في العراق».. وبالطبع ليس من إسرائيل بل من نظام صدام حسين.. أي من النظام السني, حسب رأيه, في بلاد الرافدين . 
 وهكذا فقد تحولت الثورة الإيرانية, التي واجهها بعض العرب الذين تمتلئ كتب مدارس إيران الابتدائية الآن باحتقارهم واحتقار حضارتهم وإنكار أي دور لهم في المسيرة الإنسانية وكأنها نزلت عليهم وعلى هذه المنطقة والعالم بأسره من السماء, إلى كابوس مخيف ومرعب منذ أيامها الأولى.. منذ البدء بتحويل أعمدة الكهرباء إلى أعواد مشانق ومنذ أنْ بدأ اضطهاد عرب الأحواز وسنة كرمنشاه الأكراد ومنذ أن بدأ التدريب العسكري والاستعداد لحرب الثمانية أعوام التي غرست خنجراً مسموم النصل في قلب الإخوة الإسلامية بين أهل السنة وبين أتباع الطائفة الشيعية الكريمة . 
 إننا نسأل «إخوتنا» الإيرانيين منْ هو المسؤول عن حالة الاستقطاب الشديد في الساحة الإسلامية ومن هو الذي أقحم منطقتنا هذه التي تواجه تحديات وجودية كثيرة, في مقدمتها التحدي الإسرائيلي, في هذا الصراع وفي هذه الحروب المحتدمة التي أكلت الأخضر واليابس في العراق وفي سوريا وفي اليمن.. وأيضاً في لبنان ؟!.. هل تريدوننا أن نصدق ما لا تصدقونه أنتم في دواخلكم وهو أنكم قد قمتم بكل هذا التحشيد الهائل خلال الخمسة أعوام الماضية وأرسلتم كل حراس ثورتكم ومعهم كل هذه الشراذم المحقونة بالحقد الطائفي الأسود ومن بينها حزب نصر الله من أجل مرقد السيدة زينب الذي مضى عليه أكثر من ألف وأربعمائة عام وهو يجاور دمشق الشام محروساً بعناية الله وبكل الذين تعاقبوا على هذه المنطقة المقدسة إنْ شعوباً وإن أنظمة . 
 لماذا إشغال العرب بكل هذه الحروب التي أردتموها مذهبية وطائفية والتي عادت بنا وبكم إلى «صفين» إنْ في العراق وإنْ في سوريا وفي اليمن ولبنان والتي تصرون على إيصال نيرانها إلى بعض دول الخليج الذي إن كنتم لا تريدونه عربياً فليكن إسلامياً أو عربياً – فارسياً.. لما لا توفرون أنتم ونوفر نحن كل هذه الأموال التي تُنفق على التذابح والاقتتال, للتنمية وللارتقاء بمستوى إنساننا العربي والإيراني.. لماذا لا تستبدلون قاسم سليماني وغيره بعلماء وبأساتذة جامعات أكفاء وبمهندسين يوفرون كل قطرة ماء من أجل الارتقاء بالزراعة والصناعة عندنا وعندكم.. إن عليكم أن تتقوا الله فيكم وفينا !!