تتسابق حركتا فتح وحماس على اعلان الدعم للشقيقة السعودية في ازمتها مع ايران وتعلن الحركتان موقفا موحدا حيال الاعتداء على سفارة العربية السعودية في طهران وطبعا اعلان التأييد للشعب السعودي الشقيق وكل ذلك مفهوم ومقبول , فالسعودية دولة شقيقة ولها مواقف داعمة للقضية الفلسطينية حسب بيان الحركتين , وتتطلب العلاقات الديبلوماسية مثل هذا القرار والتأييد , ولكن الا يستحق الشعب الفلسطيني من الحركتين اعلان الدعم له من خلال المصالحة الوطنية التي باتت رئة فلسطينية لا يستطيع الشعب الفلسطيني التنفس بعد تعطيلها بالانقلاب واستمرار الانقلاب على كل التفاهمات من الحركتين ؟ استرطاب العمل الديبلوماسي والفرح بالسجاد الاحمر بات هو الحلم الطاغي للحركتين , بعد ان اسقطتا العمل الفدائي وافعال المقاومة ورفعتا شأن الأنا التنظيمية على حساب الهوية الفلسطينية وعلى حساب اوجاع الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات وتركتا قطاع غزة منهوشا بالحصار وكل اشكال العذاب , فالمهم ضمان البقاء حتى ولو على اشلاء الارض وامعاء الشعب الخاوية من الكرامة الوطنية والطعام , فطالما بقيت الرئاسة التنظيمية للحركتين سليمة والحرس الشخصيون قادرون على ممارسة الديكور اللازم للقيادة فالامور بخير , مع بقاء الألة الطابعة القادرة على اصدار البيانات الترحيبية والتأييدية لكل العرب والعالم بإستثناء الشعب الفلسطيني . ليس المطلوب من الحركتين الوقوف على شرفات المقار الحركية ومراقبة الاحداث العربية والعالمية , فالتفاعل الحيوي مطلوب مع القضايا الاقليمية والعالمية لان كل كل قضية او خلاف تتأثر به الحالة الفلسطينة والانتصار للاشقاء واجب وللاصدقاء كذلك لكن ثمة مقولة شعبية فلسطينة تقول « ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع « وكل عاقل يدرك ذلك فهل بات على الشعب الفلسطيني الدعاء الى الله ان يتحول الى شعب شقيق للحركتين كي تدافعان عنه وتعلنان التأييد له , ام على الشعب الفلسطيني اسقاط الجنسية الفلسطينية وحمل جنسيات ثانية كي يحظى بتوافق الحركتين ؟ اتفاق الحركتان على الموقف من الشقيقة السعودية والاعتداء على سفارتها وقنصليتها موقف حميد بعد ان زاد الغي الايراني وبات مستهترا بكل الاعراف والتقاليد الديبلوماسية وباتت ايران تتعامل مع البلدان العربية كاوراق ضغط اقليمية لملفاتها العالقة مع الغرب والشرق بفضل ضعف الدولة العربية وفشل الجامعة العربية في اصدار شهادات الوحدة والكرامة والاهم ركض الحركات السياسية الى الحضن الايراني الساخن بعذوبة دون السؤال عن استحقاق الارتماء في هذا الحضن على القضايا الوطنية والقومية بل ان بعض تلك الحركات خالف منهجه ونهجه بالتوحد مع دولة دينية رغم ايمانه المعتقدي بالدولة المدنية والعملانية .. بقي سؤال اخير الى الاخوة في حركة حماس , عن جدوى موانتهم على قواعدهم وعشائرهم الموالية للملالي ودولته وامكانية التنازع في الهوى بين الرياض وطهران وامكانية انتقال هذا التنازع الى جفاء بين القلوب العاشقة للدولة الدينية , وهل سترضى تلك القواعد والعشائر على المشاركة في مقاومة السلوك الايراني اذا ما اندلعت المواجهة اكثر من التراشق الاعلامي ام انها تسوية صامتة من اجل الحفاظ على السجاد الاحمر في العاصمتين حين تستقبلان وفود الحركة ؟ مجرد سؤال تنظيمي الى الاخوة في حماس الذين يتقنون كما يتقن الاخوة في حركة فتح فن المشي على البساط الاحمر ونسيت اقدامهم لبس « القاط الكاكي « وازدادت نعومة اياديهم البيضاء التي استبدلت البندقية بأوراق البنكنوت , وتركت العمل الميداني لشباب يسجلون اليوم اروع ملاحم الصمود والمقاومة بالسكاكين والسيارات الشخصية دون اي غطاء تنظيمي من الحركتين .