أخر الأخبار
الصراحة وليس التحايل سبل الرد على “اشاعات العدو”!
الصراحة وليس التحايل سبل الرد على “اشاعات العدو”!

رغم إدراك غالبية وسائل الاعلام الفلسطينية، وكذا القوى والمؤسسات الوطنية، لما يحمله الاعلام العبري من "كمائن" اخبارية، الا أنه لا زال الأكثر رواجا في المشهد الفلسطيني، وغالبا ما تتعامل قوى رئيسية وكأن ما ينشره هو "حقائق خارج النقاش"، لو كان الخبر يتعلق بخصم أو معارض لها.. بل بان بعض المتحدثين بـ"العبرية" في "بقايا الوطن" تحولوا من مترجمين الى أصحاب "قرار" وربما "سطوة" فقط كونهم يسمعون الإعلام العبري وينقلونه الى البعض المسؤول بسرعة قبل الغير، وكأن "الناقل" اكتشف "علما خاصا"، رغم أن المترجمين هم أصحاب مهنة واضحة.. ومع ذلك، فليس بالامكان أيضا، تسطيح مخاطر الاعلام العبري وما ينشره، بل ومدى أثره على الحركة السياسية الفلسطينية، لكن كل ذلك يصبح بلا قيمة حقيقية لو أدركت ذات القوى والمؤسسات أن التعامل هنا لا يكون بتجاهل ما يقال أو ينشر في وسائل اعلام العدو.. يعتقد البعض "الجاهل" او "المتغطرس"، ان تجاهل ما يصدر من اخبار "كاذبة" او "نصف كاذبة" أو بها "رائحة من الحقيقة"، هو بعدم التعامل معها، يعتقد ان تلك هي الوسيلة الأنجح للرد، دون ان يدرك ان تلك هي الطريقة الأسهل والأسرع لترويج ما يقال.. عدم الرد، او اغلاق الإذن على بعض الأخبار الهامة، هو أنجع وسيلة لتصبح الاشاعات وكأنها حقيقة، خاصة ما يتعلق بالمؤسسة الرسمية الفلسطينية.. وفقط، لنقف أمام بعض أخبار تداولت مؤخرا اعلاميا، باتت وكأنها حقائق سياسية، فبعد اعلان رأس الطغمة الفاشية الحاكمة في تل أبيب نتنياهو، عن اعتذاره للرئيس محمود عباس نتيجة اقتحام قوات من جيشه لحرمة منزل الرئيس في رام الله، وهي سابقة إولى، لم تعلن الرئاسة أي موقف تجاه ذلك الاعلان.. وفي غياب التوضيح، انتشرت مختلف أشكال الاشاعات، عما حدث، واصبح لكل مستمع رواية عما فعل جيش الاحتلال في منزل الرئيس عباس، خاصة وأن "الاعتذار" جاء بعد11 يوما على كسر حرمة منزل الرئيس عباس.. خبر آخر، تم تداوله أصبح منتشرا كالنار في الهشيم، كما يقال، وهو مرض الرئيس عباس وحالته الصحية، حيث نقلت قناة سي أن ان الأميركية العالمية، خبرا عن نقل الرئيس عباس الى العاصمة الاردنية بعد اصابته بجلطة وهو في وضع حرج جدا، ثم تناقلت الخبر كل وسائل الاعلام، والعبري تفنن في ترويجه، وبعد ساعات على نشر الخبر، في واحدة من أهم وسائل الاعلام العالمية، خرجت الرئاسة الفلسطينية ببيان من بعض كلمات لتنفي، وتقول أن الخبر جزء من "مؤامرة".. رد يكشف عمق الجهل في التعامل مع ما يرد في الاعلام، وكأن كل خبر بات "مؤامرة"، وبدلا من ازالة الخبر "المؤامرة"، ساعد بيان الرئاسة الهزيل في استمرار "الشائعة" بل امتدت لجوانب اخرى تنال من الرئيس عباس وقدراته بشكل عام.. كان من المنطق، ان يخرج بيانا متزنا يؤكد صحة الرئيس عباس، ولو تعرض لارهاق ما يقال ذلك، فلا عيب ولا جريمة أن يرهق رئيس عمره، فوق الثمانيين عاما، فالحياة لها سلطتها ايضا، وتلك ليس نقيصة، بل وكان واجبا من طبيب الرئيس ذاته ان يتحدث ويشرح الموقف الصحي للرئيس، وأن يخرج الرئيس نفسه ويطمئن شعبه، لو كان للشعب قيمة في الذهن والعقل.. أما الاختباء وراء تلك التعابير البالية فلن تزيل أي اشاعة مهما كانت ساذجة.. ولو دخلنا في اشاعات السياسة فحدث ولا حرج، وكل ما يرد عليها يقع ايضا في دائرة "المؤامرة" والنيل من "الصمود" و"المواقف الصلبة"، رغم أن الحقيقة غير ذلك تماما.. وكي لا نبقى اسرى تلك الدائرة، مطلوب من الرئيس محمود عباس في خطابه اليوم السادس من يناير أن يكون واضحا قاطعا صريحا، يكشف الحقيقة ولا يعمل على تمرير كمية من الهرطقات كما حدث في خطابه الأخير في ذكرى انطلاق الثورة وفتح.. مطلوب الرد على وضع السلطة ومستقبلها.. وضع حركة فتح، ومؤتمرها المجلس الوطني وحقيقة انعقاده.. المصالحة الوطنية وكيفية التعامل معها وضعه الصحي العام ضمن العمر الانساني، وكيفية التعامل مع اي طارئ.. مؤسسات الشرعية الفلسطينية وآلية عملها.. الصدق..الصراحة ..الوضوح والحقيقة الممكنة هي فقط ما يجب أن يكون سبيلا لهزيمة الاشاعات وغير ذلك لا مجال لتصديق بيانات ثلجية.. ملاحظة: فتحت تصريحات عضو مركزية فتح جبريل الرجوب ضد الرئيس وبعض من فريقه باب النميمة السياسية واسعا لتفسير ما قال.. فتحت الباب لتنفيس كمية غضب على فريق "الصوت والضوء المعتم"..ولا زالت النميمة مستمرة! تنويه خاص: حماس تبحث عن "التذاكي" على الشعب الفلسطيني، منذ ايام ولديها خبر مستدام اسمه الحركة تقرر تشكيل لجنة لدراسة الأفكار حول معبر رفح..يا سادة الناس بتفهم فالتكرار لا ضرورة له الا إذا انتم مقتنعين أن الناس لا يفهمون إلا بالتكرار...!