أخر الأخبار
الزيارة الملكية للولايات المتحدة الأمريكية
الزيارة الملكية للولايات المتحدة الأمريكية

جاءت الزيارة الملكية للولايات المتحدة الأمريكية في توقيت وتسارع أحداث مهمة في إقليم الشرق الاوسط، وحمل جلالته العديد من الملفات المهمة والتي بحثها مع الادارة الامريكية بكل أركانها، فكانت لها صدى على المستويات كافة وخصوصاً عند الأطراف والجهات المرتبطة بالملفات التي تم بحثها. نفخر كأردنيين بدبلوماسية جلالته وحضوره الدولي وطروحاته ورؤاه وخصوصاً في مسائل التعاون والتواصل الدولي والتي تضع الأردن على الخريطة العالمية في صنع القرار وبالأخص بما يهم إقليم الشرق الأوسط وذلك لما يتمتع به جلالته من حضور عالمي مسموع على الأصعدة كافة وعند المجتمع الدولي الذي بات يعتبر الأردن ليس حليفاً وشريكاً فحسب بل لاعباً أساسياً في صناعة وإتخاذ القرار فلقد إلتقى جلالته الرئيس الأمريكي ونائبه ووزيري الدفاع والخارجية وقيادات مجلس الشيوخ والنواب بالكونجرس وقيادات الجالية العربية المسلمة والمسيحية وأجرى لقاءً مهماً مع محطة CNN الدولية والذي وضع فيه إجابات شافيه لكثير من الأمور بما يخص الساحة السياسية والعسكرية والإنسانية والإقتصادية في إقليم الشرق الأوسط. فكانت الملفات الدولية والاقليمية والمحلية التي تم طرحها في اللقاءات البينيّة تركّز على قضايا مكافحة الارهاب والقضية الفلسطينية واللاجئين والعلاقات البينية والازمة السورية والعراقية، لأنها كلها مرتبطة مع بعضها بمعامل إرتباط كبير، حيث أن ما يجري على الأرض من إرهاب وعنف يأتي كصدى وكنتيجة تأخذ بها بعض الجهات الإرهابية كنتيجة لما يجري من إرهاب دولة وإحتلال وممارسات إستفزازية وتنكيل وغيرها في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وغيرها كنتيجة لوقف مسار مباحثات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، وهذا هو الجذر الرئيس الذي يجب حلّه بالمفاوضات السلمية لتهدأ جبهتي سوريا والعراق ولنوقف ذرائع الإرهابيين التي يتعكّزون عليها. ولذلك فقد إستنهض جلالته جهود مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين وطلب بتسريعها على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومشروع السلام العربي الذي تم إقراره في قمّة بيروت سابقاً، وهذه مبادرة هاشمية بإمتياز حيث القدس وفلسطين في قلب جلالة الملك، كيف لا وهو الوصي على المقدسات، والقضية الفلسطينية هي بمثابة القضية المركزية للأردن وللوطن العربي الكبير. كما تم التأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية والذي طالما نادى به الأردن وجلالته منذ بدء الأزمة منذ قرابة الخمس سنوات، لينهي معاناة الشعب السوري والذي عانى الكثير منذ بدء الأزمة.  وتم أيضاً دعم جهود الحكومة العراقية في محاربةالارهاب، والجهود المبذولة على الجانب الشرقي من قبل قوات التحالف الدولي المحارب لعصابة داعش وأخواتها والذين يعيثون في الأرض فساداً وتخريباً وإساءة لديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا العربية الأصيلة، والتي أساسها الوسطية والإعتدال والتسامح لا القتل ولا التدمير ولا الإرهاب. وكما تم التأكيد على تنسيق جهود محاربة الارهاب والتطرف والخطوات المستقبلية لذلك، وهذا دليل أكيد على إيمان الإدارة الأمريكية بأن الأردن لاعب أساس في مكافحة الإرهاب والتطرف على الأصعدة العسكرية والسياسية والأمنية قصيرة الأمد وحتى بإيجاد فكر وسطي محارب للتطرف وآليات واستراتيجيات لذلك على المدى الطويل، وهذه ثقة أكيدة بأن الأردن شريك إستراتيجي وقوي ولاعب فاعل في رسم سياسة المنطقة المستقبلية، وجلالة الملك حفظه الله جعل الأردن دولة تنادد القوى العظمى في هذا الشأن لحضوره العالمي الذي نعتز به. وكما تم التأكيد على تأمين المزيد من المساعداتالامريكية للمشاريع التنموية للمملكة الأردنية الهاشمية وتجذير العلاقات البينيّة المبنية على التعاون والإحترام، وبحث التعاون العسكري ودعم الأردن عسكرياً، حيث المساعدات الأمريكية السنوية للأردن تصل لحوالي مليار ومئتي مليون دولاراً أمريكياً، ونتطلع للمزيد وخصوصاً لدعم برامج مكافحة الإرهاب ودعم البنى التحتية لإستقبال اللاجئين من سوريا وغيرها. وكان جلالته قد أكّد إبان إلتقاءه بالقيادات العربية والمسلمة في أمريكا على التأكيد على مواجهة ظاهرة الاسلام فوبيا وآثارها المدمرة علىالاسلام، وتضافر الجهود لمنع تشويه صورة الاسلام كدين تسامح ووسطية وإعتدال، وإمكانية إضطلاعهم بمسؤولياتهم تجاه ذلك لإعطاء الصورة الحقيقية للإسلام ودرء الصورة المشوّهة التي رسمها الإرهابيون والإعلام المغرض، وضرورة أن يساهموا في ذلك لأن إنعكاس ظاهرة الإسلام فوبيا ستكون حتماً على الجاليتين الإسلامية والمسيحية هناك من أصول عربية. وتم التأكيد أيضاً على دعم الاردن بما يخص مواجهة أعباء اللجوء السوري وتمكينه من مواصلة تقديم الخدماتالانسانية والاغاثية، حيث وصل عدد اللاجئين لما يربو عن 1.4 مليون ويشكلون حوالي 21% ممن هم على أرض المملكة، والمساعدات الأممية لا تغطّي أكثر من 35% من حاجتهم والباقي يتم تغطيته من موازنة الدولة الأردنية وعلى حساب الأردنيين الذين لم يبخلوا ولم يمنّوا يوماً على أشقائهم. ولذلك فمطلوب مساندة عربية وإسلامية وأمميه لجهود جلالته على كافةالاصعدة المحلية والاقليمية والدولية للمضي قدماً في الملفات التي تمت المباحثات فيها مع الجانب الأمريكي الصديق. ولهذا وبصراحة مطلقة فإن جلالة الملك يعتبر نموذجاً للدبلوماسية الفذة والتي تخدم الامتين العربية والاسلامية والتي تخاطب الغرب بلغتهم، ونتائج الزيارات الملكية على الارض ذات صدى أمني وعسكري وتنموي ودبلوماسي وسياسي وإقتصادي يشار له بالبنان، والأردنيون كلهم فخر بتحركات جلالته في هذا الشأن خدمة للأردن والأردنيين، والتي ينعكس صداها إيجاباً على أمننا واستقرارنا واقتصادنا واستثماراتنا وخططنا التنموية.