أخر الأخبار
هي حرب عالمية ثالثة
هي حرب عالمية ثالثة

عندما يضرب الإرهاب في اليوم نفسه في اندونيسيا وماليزيا في الشرق وفي بوركينا فاسو في إفريقيا وبالطبع في هذه المنطقة كلها, بينما تنشغل أوروبا كلها ومعها الولايات المتحدة وكندا وأستراليا بمطاردة الخلايا الإرهابية والبحث عن أفرادها الذين تحولوا مع الأعوام إلى أشباح مرعبة, ألا يعني هذا أنَّ هناك مواجهة كونية بل وأن هناك حرباً عالمية بالفعل ميدانها الكرة الأرضية كلها حتى بما في ذلك المحيطات والبحور وغيوم السماء . 
 إن شمول المواجهات مع الإرهاب والتنظيمات الإرهابية كل دول العالم وبدون استثناء ولا دولة واحدة ألا يعني هذا أن هناك حرباً عالمية فعلية تهدد ليس هذه الدول وحدها وإنما كل إنسان في هذا الكون وفي هذه المعمورة وهكذا فإنه ليس ضرورياً استخدام الصواريخ العابرة للقارات واستخدام القاصفات الإستراتيجية حتى يقال أن الحرب على الإرهاب أصبحت حرباً كونية وذلك مع أن هناك الآن استخداماً للصواريخ العابرة للقارات وأيضاً استخداماً للقاصفات الإستراتيجية . 
 إنه لا يحق لأي مسؤول أميركي إنكار أن المواجهة مع الإرهاب قد وصلت إلى حدِّ اعتبارها حرباً عالمية ثالثة ما دام أن الولايات المتحدة قد اضطرت, بعد الجريمة التي ارتكبتها «القاعدة» في الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) عام 2001 في نيويورك وواشنطن, لتحشيد تحالف عسكري دولي هائل لإسقاط نظام «طالبان» في أفغانستان وما دام أن الرئيس جورج بوش (الابن) قد اضطر, بعد استهداف برج التجارة العالمي ومبنى الـ «بنتاغون», إلى التصرف واتخاذ الاحتياطات المقررة في حال تعرض بلاده إلى هجوم بالأسلحة النووية . 
 ثم وهل أن هناك حاجة, لو أن الحرب على الإرهاب لم تصبح بمثابة حرب كونية وعالمية, لتشكيل هذا التحالف الدولي المكون من أكثر من ستين دولة بقيادة الولايات المتحدة ولاستخدام كل قواعد حلف شمالي الأطلسي ليس في الشرق الأوسط وفقط بل في العالم كله وأيضاً لاستخدام القواعد البريطانية في قبرص ولتشارك كل الدول الكبرى ومن بينها فرنسا وألمانيا في هذه الحرب التي تشن على «داعش» وباقي التنظيمات الإرهابية . 
 لم تبق ولا دولة في الكرة الأرضية, من بوركينا فاسو والصومال وغامبيا ونيجيريا في إفريقيا وحتى الولايات المتحدة ومعها كندا وكل دول أميركا اللاتينية.. وحتى روسيا هذه التي تختبئ خلف أصبعها حتى لا ترى حقائق الأمور وحتى اليابان واندونيسيا وماليزيا وباكستان والهند وأفغانستان وبالطبع الشرق الأوسط كله وأوروبا كلها, غير مستهدفة بالإرهاب وتعيش كوابيسه المرعبة.. وهذا يعني إنه على رئيس الدولة التي وصفها رئيسها قبل أيام قليلة بأنها: «أقوى دولة في العالم» ألا «يكابر» وأن يعترف أن هذا الذي يجري في أربع رياح الأرض هو حرب عالمية فعلية قد تستمر عشرات الأعوام إذا لم يكن هناك حسمٌ فعلي وإذا لم تكن هناك مواقف جدية وإذا لم تتخلَّ واشنطن عن ترددها وعن ميوعتها السياسية !! 
 ما هي الحرب العالمية يا ترى إذا لم يكن كل هذا العنف الذي يضرب العالم بأسره حرباً عالمية؟! ..إن الكرة الأرضية كلها قد أًصبحت ميداناً لهذه الحرب.. وإلا ما معنى أن يحدث في بوركينا فاسو في إفريقيا هذا الذي حدث بينما أصوات الانفجارات لا تزال تهز «جاكرتا» وبينما فرنسا لا تزال تعيش كوابيس مرعبة وتتوقع أن يحدث في شوارع باريس الجميلة ذلك الذي حدث قبل أسابيع قليلة..؟!
...إنها حرب عالمية ثالثة بالفعل !!