أخر الأخبار
لماذا ستنتهي «داعش» مع نهاية العام الحالي؟
لماذا ستنتهي «داعش» مع نهاية العام الحالي؟

يجدر بالمتابع ملاحظة أن عناصر الأحداث في المنطقة في هذه الأثناء تتصل ببعضها البعض بشكل وثيق، فرفع العقوبات عن ايران يسير جنباً إلى جنبٍ مع الانهيار التدريجي في سيطرة «داعش» على الأراضي التي احتلتها في العراق و الاستعدادات المكثفة لانطلاق معركة تحرير الموصل معقل التنظيم في العراق.
هذه الاحداث ترافقت مع تصريحات وزيري الخارجية و الدفاع الأميركيين عن اقتراب نهاية تنظيم داعش و تحرير الموصل و الرقة مع نهاية العام وعن امكانية مشاركة قوات أميركية في المعارك البرية القادمة.
يضاف إلى ذلك النشوة العراقية و الحماسة التي ظهرت في تصريحات المسؤولين العراقيين فيما يتعلق بتحرير الموصل كخطوة قادمة قريبة تتم في الصيف المقبل لتتلو تحرير الرمادي وبالتالي سحق تنظيم داعش خلال العام الحالي.
الملف السوري بدوره، شهد اعلان الكرملين تأكيد عدم تزحزح الموقف الروسي بشأن رحيل الأسد عبر نفي رسمي للأنباء التي تم تداولها مؤخراً بخصوص طلب بوتين من الرئيس السوري التنحي.
ليس ببعيد عن تلك التراتبية، أيضاً التطور الأخير في لبنان وصعود اسم الجنرال عون (حليف حزب الله) من جديد بقوة لتولي الرئاسة اللبنانية الشاغرة منذ سنوات بعد انقلاب مفاجئ في موقف خصمه التاريخي سمير جعجع.
الأحداث كلها تدور في فلك محور الاصطفافات الايراني و تشي بأن «داعش» التي مثلت ذروة التطرف ببعده المذهبي كانت نواة الدولة السنية المتشددة التي حدت بايران إلى الإسراع في إبرام الاتفاقات الدولية و بالتالي المحافظة على المكتسبات القائمة على الدور المذهبي فالتقسيم هو بمثابة انحسار للنفوذ الايراني.
من الواضح أن الغرب لا يرى غضاضة في احتضان الهلال الشيعي الذي بات على مقربة من التشكل النهائي بعد أن فعلت الحركات السنية المتشددة بدءاً بالقاعدة و مروراً بـ «داعش» فعلها في تشويه الطرف السني الذي استنزفته أيضاً مواجهة الحركات المتشددة هذه علاوة على افرازات امتدادات الهلال الشيعي.
لكن هذا كله لا يعني اطلاقاً أن طريق ايران إلى الغرب سيكون ممهداً بلا تضحيات تقدمها ايران و غالباً ما سيكون لبّها تحجيم حزب الله و بالتالي تقديم مبادرة حسن نوايا لاسرائيل المذعورة من التقارب الغربي الايراني.
الولايات المتحدة حاولت طمأنة حلفاءها المنزعجين من التقارب مع الدولة الفارسية لكن السكينة لا تجد طريقها إلى قلوب الحلفاء بل بات القلق السياسي يشبك يديه مع قلق اقتصادي مهول سببه مشاكل اقتصادية نجمت عن الانخفاض الحاد في أسعار البترول الذي بدأ يرمي بظلاله أضراراً جسيمة في الدول المنتجة للنفط ومعظمها بدأت تساوره مخاوف اقتصادية تتشارك المخدع ذاته مع المخاوف المذهبية و الأمنية و الحصيلة هي تحول الطرف السني للحلقة الأضعف.
الأحداث مجتمعة تشير الى أن الشرق الأوسط الجديد ليس خرائط جديدة تخلق دويلات جديدة و ان كان ذلك طرح يوماً فلم يعد الآن على الطاولة فالشرق الأوسط الجديد هو فوضى قوى و اختلال توازنات و انهيار اقتصاديات و هو الحاصل الآن.
الطريق إلى الاتفاق النووي مع ايران مرّ عبر «داعش» الذي خلق كماكينة رعب مالبث أن انتهى مفعولها فبدأت تحتضر و حتفها ينتظر قرارات عسكرية لن يطول انتظارها.
ايران ستهنأ قليلاً بثمار اقتصادية ريثما تسلم «حزب الله» إلى المقصلة و ربما الأسد أيضاً و من بعدها ستصبح نموجاً تركياً جديداً ترتاح اسرائيل لوجوده في المنطقة.