غزة - الكاشف نيوز : صرحت شخصيات قيادية في حركتي حماس وفتح ، أن تقارباً قد حصل بين الحركتين في لقاءات استضافتها الدوحة وأنقرة مؤخراً ، وأن التطور وصل الى درجة الحديث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية ، الأمر الذي صرح به عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لفتح ، وأكد عليه مسئول ملف العلاقات الخارجية في حماس ، أسامة حمدان ، ولكن مع هذه التصريحات الايجابية ، أصدرت وكالة إخبارية محلية مقربة من حركة حماس بغزة ، تدعي أن مخططاً تم اكتشافه مؤخراً ، يقوده شخصية قيادية سابقةً في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، و بإشراف المخابرات العامة الفلسطينية برام الله ، لزعزعة الأوضاع في قطاع غزة ، وإدخال القطاع بحالة عصيان مدني ضد حركة حماس .
بعض النشطاء يجدون أن توقيت الوكالة الحمساوية لم يكن اعتباطياً ، بل جاء في وقت بدأ الحديث فيه عن تشكيل حكومة وحدة وطنية بشكل جدي ، وأن التقارب بين فتح وحماس في الدوحة ، شكل حالة تفاؤل جديدة لدى الفلسطينيين ، وهذا التفاؤل بدأ يقلق حماس "الخط الايراني" في قطاع غزة ، فكان لابد من "تفجيره" بنشر خبر "المخطط" المزعوم ، علماً أن الشخصية القيادية في الجبهة الشعبية ، والتي تعتبر من الشخصيات التاريخية والوازنة في العمل الوطني ، لا تجامل أي جهة كانت ، لطالما كان المتضرر منها عامة الشعب ، وسبق لهذه الشخصية أن انتقدت قيادات حماس والرئيس محمود عباس ، وحملتهما مسئولية تردي الاوضاع الحاصلة ، والمعاشة في قطاع غزة .
أما الحديث عن "المخطط" المؤامرة وربطه بجهاز المخابرات العامة الفلسطينية وبقيادة اللواء ماجد فرج ، لم يكن اعتباطياً ايضاً لأن التصريحات المسربة والمنسوبة لماجد فرج قبل أيام اثارت استفزاز الكل الوطني ، وأخذت مساحة واسعة عبر وسائل إعلام حماس ، وصلت الى درجة أن يطالب البعص بضرورة عزل فرج من منصبه ومحاكمته بتهمة "الخيانة العظمى" ، وهذا الربط بين المخطط المزعوم والشخصية القيادية في الشعبية والمخابرات ، تشكيلة لقنبلة ملتهبة تم صناعتها بشكل جيد ، لنسف "تفاهمات" فتح وحماس الخارج .
اما عن المستفيد من التخريب لإتفاق لازال وليد التقديرات بالوصول الى نهاياته بالتوفيق ، او الفشل فهي جهة وحيدة في قطاع غزة ، لا تجد من الضرورة تسليم قطاع غزة الى السلطة الوطنية ، حتى ولو وصلت الاوضاع في القطاع الى حالة المجاعة ، وهذه الجهة "خط ايران" في حركة حماس ، خاصة وأن المكتب السياسي لحماس بقيادة خالد مشعل قد رفضوا مؤخراً عرضاً ايرانياً بإتخاذ موقف معادي من المملكة العربية السعودية ، لتحديث العلاقة مع الحركة وإغراقها بالعطايا وتقوية شوكتها في المنطقة ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى تسديد ضربة للرئيس محمود عباس الذي أعلن صراحة وقفه مع السعودية ضد أي تهديد تواجهه ، ورفض مشعل وموقف عباس ، قارب بين القيادتين المركزيتين في المشهد الفلسطيني ، ولعبت السعودية دوراً هاماً بتحريك قطر من أجل لم شمل الفلسطينيين ، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية ، والخروج من حالة الانقسام ، ولكن هذا الأمر لم يروق لخط ايران في حماس غزة لذا جاء "المخطط" المؤامرة كوسيلة لتدمير الاتفاق المأمول في الدوحة .
قراءة تقديرية للحدث لا يعفي الجبهة الشعبية من توضيح موقفها والرد على إتهام أحد أهم قياداتها بالاعداد لمخطط تأمري على حركة حماس في قطاع غزة ، كذلك على حزب الشعب الفلسطيني المتهم ايضاً بلعب دور في هذه "المؤامرة" الوليدة ، لابد من توضيح للرأي العام .
وحتى الاجابة على هذه الايضاحات تبقى الازمات المركبة في قطاع غزة بحالة نفخ مستمر ، وقد تصل الى الانفجار من غير مخططات ولا مؤامرات ، فأربع ساعات كهرباء بظل البرد الشديد والصقيع ، والوقوف ساعات أما المخابز لتناول ربطة خبر وسبب الطوابير الغاز المفقود في المحطات والمسرب لجهات مجهولة ، بحجة قلة الاستيراد من اسرائيل ، بالاضافة الى حالة الغلاء المتفشي بكل السلع الضرورية والملزمة والواجبة والقاهرة ، وأزمة معبر رفح وغياب الرد على مبادرة الفصائل التي أخذت الموافقات المطلوبة من الرئاسة والحكومة ، بالاضافة الى أزمة المستشفيات ووقودها ، والدفاع المدني شح امكانياته وبيوت البسطاء المهددة بالغرق ، وسكان الكرفانات الذين يرسلون نداءات استغاثة بشكل دائم عبر أثير الاذاعات المحلية ، كل هذه الازمات لا تحتاج لقيادي في الشعبية ليضع مخطط تأمري ولا يحتاج الى المخابرات العامة برام الله لتدعم هذا المخطط ، واذا ما نفذ صبر المغلوب على أمرهم في قطاع ،سيأخذون بدون مخطط غلبتهم في الجولة القادمة .
وعلى حماس أن تقبل من أجلهم ومن أجل المقاومة المخزونة بصدور كل متضرر والمحصنة بالمحاصرين و أن تسمع لصوت العقل ، وتزحف بكل كبرياء الى مربع المصالحة وتنهي مرحلة قاسية يعيشها ابناء الشعب الفلسطيني ،ولو كلفها ذلك التنازل عن الحكم بعد أن تنازلت عن الحكومة.